وليد المجمر

وليد المجمر

تابعنى على

اقتلاع جذور فكر الإرهابي أهم من محاربة الإرهابيين أنفسهم

Sunday 13 January 2019 الساعة 09:31 am

ما الفائدة من تحالف جميع دول العالم لمحاربة الإرهابيين ميدانياً كأشخاص، مع الإبقاء على جذوره كمنهج وفكر ضال نجده في كتبنا ومنابرنا وبعض مساجدنا، ونمارسه في حياتنا اليومية دون أن نشعر.

نمارس الإرهاب والتطرف عندما نقتل من يخالفنا الرأي، نمارس الإرهاب والتطرف عندما نفجر في الخصومة السياسية، نمارسه على سجادة الصلاة عندما ندعو على بعضنا بالهلاك والزوال.

أخي الإنسان هم يمارسون عليك الإرهاب الحقيقي عندما تُلاحق في رزقك ولقمة أطفالك.

يمارس الإرهاب عندما تجد المسلم يقفل حدوده أمام أخيه المسلم أو جاره العربي ويمنع حتى مجرد منحه تأشيرة زيارة مؤقتة.

نمارس أشد الإرهاب عندما نستغل حاجة الناس في الأزمات ونرفع أسعار المؤن الغذائية والدوائية ونفتعل الأزمات.

نمارس القتل والإرهاب عندما نزيف تاريخ صلاحية دواء منتهي الصلاحية ونقتل بها طفلا مريضا في حضن أمه.

الإرهاب ليس فقط ذلك الملثم المخيف الذي يحمل ساطوراً في يده أو مسدساً.

فما نراه ونحصده ما هو إِلَّا ناتج طبيعي عن البيئة الخصبة والبذرة الخطيرة التي زرعناها في كتبنا ومنابرنا وخطاباتنا التحريضية وحتى على مستوى التعنيف المنزلي مع أولادنا ونسائنا.

وبسبب تزييف تاريخنا الإسلامي الحنيف وتشويهه على يد الكثير من البشر الناقلين للمغلوط من المنقول، وصلنا إلى ما نحن عليه..

تركنا كتاب الله الذي آياته بينات واضحات واتجهنا نتبع المختلفين من البشر. فمرةً نقول اختلف فيه الفقهاء، ومرة اتفق عليه العلماء، وبين ذلك وذاك من اختلاف واتفاق للبشر في دين ربنا تركنا كتاب الله مبهماً لا يفقهون منه شيئاً سوى الاهتمام بالقراءة والتباهي والتفاخر بحفظ أكبر عدد ممكن من أجزائه الكريمة وسط جمهور يصفق ويبارك ثم يُذبح على قارعة الطريق.

*من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)