أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

إب الأمريكية وزفة الأخفش!!

Monday 14 January 2019 الساعة 05:10 pm

إب، إبّان؛ إب التي في إب، وإب التي في أمريكا.

التي في إب، لا أحد يتضامن معها، وهي تعاني بلا توقف وتنزف بلا حدود. 
ويمدّد فيها الحوثي ولا يبالي. وتصعّر لها الشرعية اللعوب والجوقة المفرمتة.

حملة التضامنات، التي استقطبتها في شبكات التواصل مؤخراً، كانت من نصيب إب الضُرَّة، المغتربة، الأمريكية، التي تملك الدولارات والتأشيرات والفيز والضيافات والهدايا و"أي خدمات؟" ومنافع لوجيستية كثيرة.

من سيجد صعوبة أو مشقة، أو حتى لن يجد وقتاً من أجل الواجب، للتضامن مع الفرع الأمريكي من إب المتوزعة في ولايات العم سام؟

لكن إب التي تُختطف وتُعتقل وتُسجن وتهان وتعذَب وتجوع وتشرَّد وتُقتل وتُمتهن كل يوم، لا بواكي لها.

بين "اللواء الأخضر" و"الأخضري" فتّش عن إب التي في خاطري.

ومن عجيب الصدف (..)، أن زفة وضجة أقيمت حول الأخفش، ولا أعرف ما قاله لكني أعرف أنهم أشهروه وطاروا به إلى عنان السماء، وإلا فمن يكون حتى تقام له (مدحاً أو قدحاً) هكذا كرنفالات عجيبة؟!

ومن تضامن مع إب الأمريكية، أيضاً، ومن حيث عرف أو لم يعرف، كان يتضامن مع الأخفش -زيادة في الإشهار والترويج، ليبحث الناس عن هذا الأخفش وما قد يكون قاله؟

لكن القصة ليست فقط هنا، وهذا أثر فقط من نتائج قصة مفتعلة -زماناً.

هناك -دائماً- حفرة كبيرة يساق إليها الناس حتى لا يرون ما يحدث حولها، تماماً هذا ما يحدث باستمرار مع أزمات وقضايا استقطابية مفتعلة لم تتوقف حتى البارحة.

وهو ما حدث خلال الأيام الماضية، ومع تفجُّر أزمة عالمية، حول أخفش تباذأ في الطرف الآخر من العالم ولم يكد يسمعه أو يسمع به أحد، ثم هي أنست الناس (بالتزامن توقيتاً)؛ هجوم العند، وفيديو البيضاء، والتمديد للسويد، وفضيحة تقرير وإحاطة إلى مجلس الأمن.

ويمدد الحوثي ولا يبالي، بينما حوثي أخفش واحد في أمريكا ألقى طماشة وصيروها بالتداعي زوابع وعواصف أخذت بالألباب وأولي الأبصار عن مدافع وصواريخ ودبابات الحوثي في الحديدة!

قبل أيام فقط، كتبت عن "إب التي في جيوبهم"، ووصلتني رسائل كثيرة، بين عتاب وسباب، لأنني بكيت قليلاً فقط مع إب، التي لطالما كانت هكذا دائماً وباستمرار وليس الآن فقط: محافظة الماء والظمأ والزراعة والمجاعة والمقاتلين والمقتولين والمؤيِدين والمخذولين.

لم يشأ أحد أن يتضامن مع إب، حقنا، البلدي، المتعبة المستنزَفة المخنوقة المهمَلة المسروقة من الطرفين.

بالطبع أنا لا أعني أن التضامن خيبة، أو أن المشاركين والمتطوعين إلى زفة الأخفش توافروا على سوء نية، أبداً.
لكن عازهم بالفعل أن يسيئوا الظن بهكذا فعلة وأنها ربما جاءت لغرض في أكثر من نفس. 
ورحم الله من نصح "لا يكن ظنك إلا سيئاً.."!!

ما عدا ذلك، عاد الأخفش كما قالوا واعتذر، وسيدعى للغناء في أقرب عرس إبي أخضري في بلاد إيفانكا ترامب، والذي أوقدها أبردها، وربما سيكتبون عنه في قادم الأيام مادحين، أولئك الذين كتبوا متضامنين مع إب البعيدة المهاجرة وفي جيبها جواز أمريكي موقع من رئيس أقوى جيش في العالم.

ونرجع لإب حقنا. 
أيوه أيش قالوا يا أم؟!