سامي الشاطبي

سامي الشاطبي

تابعنى على

الحوثي.. "باعت بيعة سارق"

Wednesday 16 January 2019 الساعة 08:15 am

يبدو أن الحوثيين قد تجاوزوا حتّى المتعارف عليه مجتمعيا من الأمثال الشعبية وابتكروا، في محنة ثقافية جديدة أمثالا تناقض الأمثال المتداولة بين الناس، في كارثة تضحك أكثر مما تُبكي!

فمثلاً: "أذن السارق تطن"، و"السارق ذليل"، و"السرق إخوة"... لم تعد تلك الأمثال لدى تلك الجماعة كذلك، بل صارت أمثالا مناقضة تماما للمتداول.. تتسرب للشارع اليمني بكل وقاحة وفجاجة!

صباح يومنا هذا يتوضّع صبي من صبيان الحوثي ليعلن تبرع الانقلابي المشاط بمليوني ريال لخريجي الدفعة الرابعة من المعاقين، من أبناء فاطمة العاقل والتي تضم 58 طالباً وطالبة من عدة جامعات حكومية.. كيف حصل المشاط على هذا المال حتّى يتبرع به.. هذا سؤال لا يتطلب الإجابة عنه الكثير من التفكير والتحري، لكن كيف يناقض السارق المثل الدارج ويسرّب بهذا الإعلان مثلاً جديداً "أذن السارق تهتم لأمر المغلوبين"، فتلك محنة أخرى مبكية أكثر من مضحكة!

الطريف بأن إعلان صبي الحوثي لم يواجه بصمت الطلبة المساكين والمغلوبين على أمرهم، بل بهمسات تدين أكثر مما تستنكر.. تلعن أكثر مما تصرخ..

سرقات الحوثيين ونهبهم للمال العام والخاص وأموال المساعدات بلا حدود.. ويبدو ان الاعتياد على السرقة نقلهم إلى طور آخر.. طور سرقة الأمثال وتغييرها بمثل يناقض القديم جملة وتفصيلا..

ثقوا بأن صمت المجتمع قصير.. فهذا المجتمع الزراعي البسيط والذي يمكنك أن تسرق قوت عياله بخطاب عقائدي إلا أنك لن تتمكن من سرقة مثله وقيمه والتي تتجسد في جملة من الأمثال والحكم المغروسة في روحه..

في النهاية.. هذه الجماعة وإن سرّبت مُثلا مناقضة للمُثل المتداولة، فإنها لن تتمكن من التغلب على ذلك المثل المختبئ في أعماق لا وعي اليمنيين والقائل "باعت بيعة سارق".. سيخرج في يوم ثائراً على تلك الجماعة.. معيدا كل المثل التي سرقتها جهارا نهارا إلى واحة الجمهورية والحرية والمدنية.