عبدالكريم المدي

عبدالكريم المدي

تابعنى على

الهاشميون وطاعون الحوثية

Friday 01 February 2019 الساعة 08:15 pm

صحيح أن معظم الهاشمين، إن جاز التعبير، انجرفوا مع مشروع التنكيل والبطش الحوثي باليمنيين، لكن ليس من الانصاف والحكمة التعميم بأن كل هاشمي حوثي.

هناك هاشميون ضد ما تقوم به هذه العصابة العنصرية وأعرف الكثير منهم شخصيا، بل إنك قد تجد هاشميا محسوباً على الجماعة نفسها يتكلم بالصوت العالي أنه ضد كثير من ممارساتها السفيهة وغير المسبوقة.

لذلك تعقّلوا ولا تعمّموا، أو تسقطوا كل ما قامت وتقوم به هذه المليشيات على كل هاشمي.. لأن الحوثية أصلا والفكر الذي جاء بها وجاءت به تُريد إيجاد هذا الشرخ الاجتماعي الخطير بحيث تأخذ لها ما استطاعت من مغفلي القبائل اضافة إلى المتخندقين معها على خلفية عنصرية عرقية لتضمن لها أطول فترة بقاء ممكنة على رقاب اليمنيين.

ولا ننكر في الواقع أن خطاب الاستعداء والتحريض الذي قد نسمعه ما بين فينة وأخرى ويأتي كردة فعل لما تقوم به الحوثية ولصوصها من ممارسات تتحدى الأفهام وكفيلة بغرز صدور الكثير من عامة الناس بل وبعض النخب بالكراهية والحقد، على الأقل المؤقتين.. لا ننكر أن هذا الخطاب وردّات الفعل من هنا أو من هناك قد يدفعان ببعض الهاشميين للتخندق والاحتماء بحائط الهاشمية المائل والآيل للسقوط.. وهذا ما ينبغي التنبّه له.

لذلك نكرر ونقول كل هاشمي أخونا له ما لنا وعليه ما علينا.. شريطة أن لا يكون مع الحوثية وممن قد انجرفوا مع هذا المرض الفتاك والدين الجديد وواصلوا السير معه حتى موته.

فمن خّدروا، مثلا، بأفيون الولاية وخرافة وخُدعة إن إحنا عيال النبي، لفترة من الزمن ثم استفاقوا على حقيقة أن هذا الطاعون العصري أصاب ويصيب القبائل والهاشميين على حد سواء ويفتك بمستقبل اليمن.. فوق العين وفوق الرأس عودتهم اليوم قبل غد إلى الطريق الصحيح.. ومن تاب، تاب الله عليه.

لكنا فقط، نرفض من يقف مع المشروع السلالي الفاسد، الظلامي ويدعمه حتى آخر لحظة، وبمجرد سقوطه يقلب الفيلم والدقة ويتحول إلى محاضر ومناضل جمهوري، سبتمبري وأحد رواد ودعاة الحرية والعمل الحقوقي.. يخلس ثوبه عيني عينك ويقدم نفسه كيمني غيور على وطنه ونسيجه الاجتماعي من التمزُّق ودولته ومؤسساته من التفكك، بعد تفكيك قطعان الحوثية لها والانتقام من كل ما يمت للجمهورية ولليمنيين وتاريخهم الحضاري بصلة.. حيث عملت، وكما هو معلوم، طوال أربع سنوات، بل ومنذُ العام 2004 على إسقاط كل قيمة وتشويه كل جميل وقطع كل صلة لليمنيبن بتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم وتسامحهم
وأخلاقهم ومبادئهم.

* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)