تتصارع مختلف التيارات تحت تأثير عاملين أساسيين، أحدهما: الرغبة في الاستحواذ، طمعاً في الهيمنة والتميّز، وثانيهما: الرهبة من الآخر خشية الإقصاء والمنافسة وتقييد النُّفوذ.
فـ(الأول) يخلق حالة اندفاعٍ تَصِل -في الغالب- إلى حد الصّلف والخروج عن المنطق والاستهانة بقيم الحياة والتلاعب بتَعَاليم الأديان.. و(الثاني) يخلق حالة من التمترس بأي إطار عُصبوي، وإن كان مجرد رُكَام من المزاعم والخُرافات.
ومن هنالك نجد أن الطامحين إلى الاستحواذ على كل شيء في اليمن يستميتون جهاداً في سبيل خصوصياتهم، تارة بالعدوان والقمع تحت هوس جِهاد التمكن (لأهل الحق!!)، وتارة باسم جهاد الدّفاع عن (الحق!!) حينما يسعى غيرهم لإيقاف عبثهم وطيشهم.
وبتلك الذريعة يسوّغون القبائح التي يرتكبونها، ولا يكترثون بسلامة وطن ولا حياة مجتمع، فكل ذلك يهون في سبيلهم هُم؛ لأنهم باتوا -في نظر أنفسهم- (أهل الحق المطلق!!).. وما دمر إبليس وتلميذه من الفَراعنة والطواغيت، إلا هذا المنطق وذلك السلوك!.
* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)