يصاحب ذكرى ثورة 11 فبراير جدل إعلامي وسياسي بين مؤيديها ومعارضيها، ووسط الصخب يخفت صوت العقول المستنيرة، وينعدم الحس النقدي للذات والثورة، وتتحول إلى مهاترات عقيمة.
يكتفي المشاركون بثورة 11 فبراير بالتغني بالفعل الثوري السلمي وبُعده الحضاري، ويتخندقون للدفاع عنها من سعار الخطاب المضاد لها دون تقييمها بأنفسهم بوعيهم الثوري والسياسي المفترض.
يقولون: الثورة مستمرة..
ترد عليهم: أين؟؟ وعلى من؟؟
يجاوبون: ضد النظام السابق!
تذكرهم بالواقع بقولك: النظام السابق هم السلطة الشرعية.. وتستفهم: هل أنتم الآن ضد الشرعية؟!
يستفسر بعضهم بذهول: كيف؟؟
الجواب: أيد نصف النظام ثورة فبراير، وعقب نحر جماعة الحوثي حليفهم علي عبدالله صالح التحق المنشقون عن الانقلاب برفاقهم القدامى وثورجية الأحزاب، ويشكلون اليوم مافيا عجيبة تحت راية (الشرعية)!
الواقع يقول: الحرب مستمرة وليست الثورة، لأن من يدرك الأولى يثبت عمق وعيه السياسي تجاه متغيرات المرحلة، والإصرار على تأكيد الثانية ليس سوى تعبير ثوري عن الوهم الضائع لا أكثر.
والحقيقة أقول، فشلت ثورة 11 فبراير في تحقيق أهدافها، وميعت بالتوافق، ودفنت بالانقلاب، وفي حال نجحت الأمم المتحدة بفرض سلطة طائفية مقابل إنهاء الحرب فعلى الدنيا والثورة السلام.
وحديث المتحزبين عن وهمهم الثوري المستمر يأتي في إطار ردودهم على الخطاب المضاد للثورة ومناكفاتهم مع خصومهم القدامى وحلفائهم الجدد حول تحميل 11 فبراير وزر الانقلاب والحرب.
للتذكير: أنا من رواد ثورة 11 فبراير، وعشت ظروفها ونكستها قبل وبعد الفخ الأكبر (التوافق)، وبعد أربعة أعوام من الانقلاب والحرب تجاوزت وهمي الثوري إلى الاعتراف بفشل ثورتنا.