واهم من يرتجي خيراً أو موقفاً وطنياً من شرعية هادي، ومن دار في فلكها.
واهم جداً من يخالجه الشك أن هذه الشرعية المهترئة ستقدم شيئاً في صالح الشعب، أو في صالح عودتها مكللة بالنصر.
كل الوقائع تُشير إلى أن هادي وزمرته لا يعانون من شيء سوى أنفسهم المريضة الخانعة، وإرادتهم المشوهة وحقدهم الدفين.
عجز محبط، ولا أبالغ إن قلت بأن التحالف يعاني وبمرارة كبيرة جراء الخذلان الذي ناله من شرعية عاجزة معاقة، فهو الذي سير طائراته وحرك أرتاله دعماً لليمن كي لا يقع في براثن الخمينية الفاشية، معتقداً أنه سيجد سنداً وعوناً من شرعية وأحزاب ادعت ذات يوم رغبتها في الخلاص من جماعة الشر الحوثية واستعدادها للقتال في كل جبهة وتحت أي ظرف بغية تخليص البلاد إن وجدت الدعم.
وما إن انطلق الدعم حتى اتضح للجميع أن الدعم الذي تقصده الشرعية وتجارها هو دعم مالي خاص، وحسابات متعددة في بنوك مختلفة، شرعية تتاجر بالأوجاع وتتعمد الفشل والخطأ وإن طلب منها تغيير النهج والسلوك العبثي القائم، تجدها تعطي إشاراتها لذم أطراف التحالف وإشعال حرب كلامية وهجمة إعلامية تبتعد ألف سنة ضوئية عما يجب عليها القيام به.
ونحن على أعتاب العام الخامس من الدعم والتضحية الإقليمية "التحالف" من أجل إنقاذ اليمن، هل تعي الشرعية أنها أصبحت أضحوكة بعجزها وفشلها؟
لعنات حلت على اليمن ببقائها، شرعية اتخذت من الفندق وطنا، ومن المزاجية والمماحكات أسلوبا ومنهاجا، ورفعت شعار الكذب وبيع الوهم وجلب العار، شرعية تغتال أي فرصة تلوح في الأفق تعجل بالخلاص، متخلية عن كل جبهة تدك الحوثي وفكره ومسلحيه الطامحين للوصول لأقصى درجات العبودية لأنفسهم وللشعب في سبيل خرافة "الولاية".
ألا تغار الشرعية من جماعة الكهنوت وعزيمتها وإصرارها في إعادة اليمن ألف عام للوراء، مقدمة في سبيل ذلك كل شيء؟ بينما هي "الشرعية" تملك كل سبل التقدم والعودة والانتصار إلا أنها تمعن في السقوط يوما بعد آخر، وكأن السقوط ماركة مسجلة لهادي وشلة الأنس الفندقية.
ألم تتعلم هذه الشرعية المهترئة من أخطائها؟ وكيف عندما باعت دماج وصل الحوثي لعمران، وعندما قال الكارثة إن عمران عادت لحضن الدولة، كان بقوله هذا يعطي الإذن للفتك بصنعاء!
ألم تع هذه الشرعية وحزب الإصلاح المسيطر عليها والرئيس العاشق للنوم، أن خذلانهم لكل من يقاتل الحوثي هو دعم مقصود للمليشيا وتعميد لبقائها وتسليم واضح بها وتواجدها؟
تقاتل الشرعية إلى جانب الحوثي في أكثر من جبهة ليس بسلاحها، وإنما بقراراتها وتخاذلها، فهي من وفرت المدد للحوثيين لينقضوا على الرئيس السابق حين جمدت الشرعية والإصلاح كل الجبهات في رسالة واضحة للحوثي مفادها "إسحب ما شئت من مقاتليك أقتل صالح فلن نتحرك إلا في تويتر والفيسبوك".
أليس ما قامت به الشرعية من قرار تجميد وخنوع للضغط الدولي ضد جبهة الساحل ومدينة الحديدة دعماً واضحاً للحوثي الذي أعاد ترتيب صفوفه وتموضع قواته وانتقل من مرحلة الانهيار إلى مرحلة الهجوم والتعنت والاستفزاز؟!
أليس ما تقوم به شرعية الفندق وإخوان الشر "الإصلاح" من تهميش وتطنيش لقبائل حجور رسالة دعم للحوثي؟ لتؤكد بذلك أن أي قبيلة تريد التحرر من قبضة الكهنوت لن تجد إلا تطنيش وخذلان العاجز الفندقي والتآمر والتسويف من قبل قيادات جيش "الحبة السوداء".
في ختام أربع سنوات من الدعم العربي لهذه الشرعية الفاشلة العاجزة، أليس الأجدر بالتحالف اختيار من يستحقون الدعم، ويؤمنون بالإنجاز، وتربطهم مصلحة صادقة مخلصة في الخلاص من جماعة الشر الحوثية وبما يضمن عودة اليمن لمحيطه العربي وضمان أمنه وأمنهم والتعايش السلمي وفق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل؟