مروان الجوبعي

مروان الجوبعي

تابعنى على

نحن وفيصل علوي وهيئة المنكر.. جزيرة المرجان

Saturday 30 March 2019 الساعة 08:19 am

قبل أعوام كان اليمنيون وحدهم من يذهب كل خميس إلى جزيرة المرجان للاحتفال بالإجازة الأسبوعية ويصنعون البهجة والفرجة للزوار. آنذاك كنت أنتظر الخميس بشغف كبير، وكان الكثير أمثالي ينتظروا أيضا. كنا نهرب من كآبة الغربة والعمل إلى أنغام فيصل علوي التي تجعلنا ننسى كل شيء إذا ما سمعناها فنرقص كالمجانين ويرقص الغرباء والبحر معنا.

استمر الحال هكذا لعدة أشهر لكن هناك من لم يعجبه هذا، فبلغ الهيئة. وذات خميس، بينما احتلقنا استعدادا لأداء الطقوس نفسها، لحظتها هاجمتنا الهيئة فوجدنا أنفسنا هاربين وكأننا مجرمون.

أنا اليمني الذي تفتق إدراكي على صوت فيصل ومشاهد الرقص اللحجي لم أستوعب ذلك المشهد.. أفر ملء أقدامي وأنا أفكر ما هي الجريمة التي اقترفناها؟

كنا نسمع أغنية ونرقص على أنغامها وأناس غرباء أعجبهم المشهد والتفوا حولنا وابتهجوا، فما هي الجريمة؟ ما هي الجريمة عندما يجتمع مجموعة من الغرباء لا يعرفون بعضهم البعض على صوت اغنية ورقصة وكأنهم جسد واحد؟

أهرب.. وأهرب.. وأقول يا الله من متى تحولت إلى سوط بأيدي آخرين يقمعون سعادتنا؟ وكالعادة لم أجد إجابة على أسئلتي، فاقتنعت أنني مذنب. حينها تشتتنا على وقع صرخات "اتقوا الله.. اتقوا الله"، وذهب كل واحد منا في سبيله، وترسخت في ذهني وربما في أذهان كل الزوار أن الأغاني والرقص في هذا البقعة من العالم جريمة.

وبعد ما يقارب العقد منذ أن قمعنا ومنعنا وسجنت البهجة في أعماقنا، بعد كل هذا، ها هي المياه تعود إلى مجاريها ومعها تعود البهجة إلى قلوب الناس وفي كل بضع كيلو مترات أسمع ترانيم أغنية، وأشاهد فتياناً وفتيات يرقصون!