ظلت لبنان منبعاً لإنتاج وتصدير العلم الثقافة والمعرفة، وأنموذجاً للتسامح والتعايش الحضاري.. لكن منذ أن ابتليت بحزب الله، تحولت إلى بؤرة للكراهية والأحقاد ومعسكر لتصدير الإرهابيين، والمتطرفين طائفياً من أتباع إيران..
لبنان، التي أنجبت أهم رواد الفكر العربي ومنحت عالمنا جمال صوت فيروز وماجده الرومي، وأدب جبران وإيليا أبو ماضي، وفكر حسين مروة ومهدي عامل إلى حكمة كمال جنبلاط وأعلام لا تعد ولا تحصى.. ترى من أي قبو أو مستنقع خرج هذا الكاهن حسن نصرالله الذي يتكلم بصوت الشيطان ويداه تخنق لبنان، بعد أن حول أرض الجمال والنور إلى وكر للموت والإرهاب؟! ولماذا يضمر هذا المعتوه كل هذا الحقد على اليمن؟؟
يبدو أن هذا التطور النشاز لن يستمر بعد الإجراءات الأمريكية والبريطانية على إيران وحزب الله، فهناك مؤشرات كثيرة تضع المنطقة أمام حقبة جديدة، وسيكون لها تأثير كبير على اليمن التي تعاني من الأنشطة الإرهابية لإيران وحزب الله.
لقد شاهدنا كيف دب الرعب داخل قيادة حزب الله من هذه الإجراءات، وخرج حسن نصر الله، يتباكى من سوء أوضاعهم المالية، برغم أن الحزب يتسلم 700 مليون دولار سنوياً من إيران، لم يكن بحاجة للإعلان عن الأزمة المالية لحزبه، لكن ربما أراد أن يتنصل عن التزاماته للحوثيين، أو أنه يسعى لإرضاء أمريكا وبريطانيا، بدليل أنه لم يجرؤ على مواجهة
تلك الإجراءات جماهيرياً أو عسكرياً، وإلا لأخراج شيعة الشوارع للتظاهر بوجه وزير الخارجية الأمريكي، الذي تنقل بقلب بيروت وتوعد باجتثاث إرهاب الحزب ولم نسمع ل(حسن زميطه) صوتا، والذي يثرثر لساعات ويمجد أنشطته الإرهابية باليمن، واضح ان معركة الساحل الغربي اوجعته كثيرا، ولذلك فهو يدرك ان نهايته باليمن، كل المؤشرات تؤكد
انه سيواجه نفس نهاية (داعش)، لكن ما يزال امامه خياران لتجنب تلك النهاية:
الخيار الأول، يتمثل بتخلي الحزب نهائيا عن جماعة الحوثي وكل انشطته الإرهابية في اليمن والمنطقة ووقف أي دعم او مساندة لهم.
والخيار الثاني، حل حزب الله لجناحه العسكري وتسليم السلاح للحكومة اللبنانية، فلم يعد يخدم أهداف المقاومة الوطنية اللبنانية، وإنما صار يستغل لإعداد مليشيات إرهابية وتصدير (الثورات الخمينية) لزعزعة أمن واستقرار المنطقة كما هو الحال مع اليمن وغيرها..
والأسوأ من كل ذلك، أن هذه المتغيرات ترسم خارطة تحالفات جديدة في المنطقة لن تكون لصالح حزب الله، فالتطورات التي تشهدها العلاقات الخليجية - السورية لن يكون فيها مكان له، كما أن سوريا ستعيد النظر في علاقاتها بعد أن دفعت ثمنا باهظا نتيجة انحيازها لإيران، ومع ذلك خذلها الحرس الثوري في أشد اللحظات، ولولا تدخل روسيا لانهارت الدولية السورية بالكامل..
إذا لن تكرر دمشق أخطاء الأمس، ولن تضحي بمصالحها من اجل حزب الله. وبالطبع لن يكون الحوثيون في مأمن، فهذه المتغيرات ستكون كارثية عليهم، وستقضي على مستقبلهم، وسيدفعون الثمن أكثر من غيرهم، فأعمالهم الإرهابية، كلفت دول المنطقة وشعوبها كثيرا، والدماء لم تجف بعد، ولعل الفرصة الوحيدة المتاحة أمامهم هو تسليم السلاح والخروج من العاصمة صنعاء بشكل سلمي.