بحسب كلام وزير الخارجية خالد اليماني، فإن هادي عرض على الحوثيين إدارة مشتركة للحديدة وموانئها، إلا أن الحوثيين رفضوا هذا العرض الهادوي، الذي يعد واحدا من جملة عروض ومكاسب منحها لهم هادي وانقلبوا عليها من دماج حتى سقوط عمران بيد الجماعة، وتعليق هادي على ذلك بمقولته المشهورة "عمران عادت لحضن الدولة"، وصولا لسقوط صنعاء بيد المليشيا الحوثية ونصبها للنقاط الأمنية وفرضها مشرفين في مؤسسات الدولة ليخرج علينا هادي قائلاً "صنعاء لم تسقط وما كان لها أن تسقط"، ولعله صادق في ذلك، فصنعاء جرى تسليمها بأوامره، لذلك صنعاء سُلمت ولم تسقط.
ما يحز في النفس، أن من يتربع على كرسي السلطة في اليمن، حتى وإن كان "مغتربا فندقيا" شخص مثل هادي لم يتعلم من أخطائه، ولم يستوعب المدى البعيد الذي وصل له فشله، ما يجرحنا كمواطنين أنه بينما شباب البلاد وسواعد الوطن الوفية تقدم ذاتها رخيصة في سبيل الخلاص من جماعة شيطانية، وتروي الأرض اليمنية بالدماء الزكية وهي تكافح في سبيل الخلاص من جرثومة ايرانية تريد أن تخطف اليمن، وبينما المجتمع شاخصة أبصاره نحو المجد الذي يصنعه الأبطال، يأتي هادي بالخذلان ويأمر بالتوقف، ويقبل بالمراوغة، ويستمتع بفتور الهمم وفقدان الثقة، يأمر بايقاف التقدم نحو الحديدة، ليدخل في مهزلة أسماها والعالم معه "اتفاق السويد"، رغم أنه الوحيد الذي يجدر به رفض أي توقف او ضغوط فهو أدرى وأعلم بطبع الجماعة وعشقها للانقلاب على كل اتفاق منذ اتفاقه معها لتخليصه من خصومه السياسيين فتخلصوا منه أيضا، فهذه الجماعة لا تؤمن بالشراكة الوطنية السليمة، بل بالحق الإلهي والاصطفاء والأحقية المطلقة وبأثر رجعي.
هادي يدرك ذلك تماما ولا يريد ان يتخذ قرارا حاسما، لأنه مستفيد من إطالة أمد الحرب، وليس هو بمفرده بل شلة الأنس من حوله من حزب الإصلاح أو الشخصيات الأخرى، فتجار الحرب لا يريدون للألم نهاية ما دام يعود عليهم بنفع مالي.
لا أجد تفسيرا لما صرح به اليماني، إلا أن الخيانة عندما تتجلى في أبهى صورها تكون "هادي"، الناس تموت وتحاصر وتقصف وتدمر منازلها وهادي يعرض إدارة مشتركة؟!
يا ترى هل تستقيم شراكة دولة مع خارجين عن القانون، مع مليشيات عميلة قاتلة؟!
كيف يفكر هادي؟ هل يا ترى هو مؤمن بما يقاتل الشعب لأجله؟!
هل هو مؤمن بتلك الغايات والأهداف التي تحرك لأجلها التحالف؟! أم أنه لا يريد سوى موارد تصب في جيبه وحاشيته وإن كانت نتيجة تقاسم الوطن مع الشيطان؟!
هل يدرك التحالف أن أكبر مشكلة وخديعة وقع فيها هو دعم شخص كهادي، هادي الذي سلم اليمن باكرا للحوثيين وتواطأ معهم، ومنحهم دولة بكل مقوماتها ثم عاد ليحكي للعالم كيف "زغر" سفينة سلاح.