نبيل الأسيدي

نبيل الأسيدي

الخاطف والمختطف بين زمنين

Monday 08 April 2019 الساعة 02:56 pm

حديثي عن قضية خالي ورفاقه وما فعله بهم الأستاذ محمد قحطان وجماعة الجبهة الإسلامية، آنذاك، هو أمر لا يبرر مطلقاً لما قام به الحوثيون من اختطاف قحطان وإخفائه قسراً..

بل بالعكس.. نحن ننادي بالحرية لمحمد قحطان ومعاقبة ومحاكمة من قام باختطافه وإخفائه.. لأن هذا حق إنساني وحقوقي لا تفريط فيه.

كما هو، أيضاً، حقنا في أن نطالب بمن أخفاهم قحطان كحق أصيل للضحايا وأسرهم وأقاربهم تحقيقاً لمبدأ العدالة الانتقالية التامة.. فالحقوق لا تتجزأ مطلقاً.

وبالنسبة لسبب إعلاني عن هذه الحادثة في مثل هذا الوقت:

أولاً: الحادثة يعرفها الجميع من أبناء منطقتنا، لأنها كانت أمام الناس والله.. وفي وضح النهار، وقد أخذهم بالأمان من منازلهم.. و(شخط وجهه) أنه بيأخذهم يحقق معاهم ويعيدهم..

ثانياً: كانت الحادثة بعد توقيع اتفاق السلام وانتهاء الحرب والعفو العام بين الجبهة الوطنية ونظام صالح وليس أثناء المعارك، وإلا كان موقفي آخر.. إذا تم ذلك في الجبهات وجهاً لوجه..

ثالثاً: إن من حقي أن أتذكر خالي في كل وقت وقد كتبت عنه مراراً دون الإشارة لمن قام بالفعل..

وأعتقد أن هذا الوقت المناسب ليصل صوتي وصوت الضحايا إلى مداه.. أضف إلى ذلك وبكل بساطة.. من يُحاكِم الحاكم والسلطة.. فقد كان جزءًا منها بطريقة أو بأخرى، ولطالما شكل الإخوان المليشيات غير النظامية للنظام.

لذا لا يجب فقط أن تطال يد العدالة قحطان، بل إلى الجبهة الإسلامية التي كان وما يزال ينتمي إليها، وكانت على صلة وثيقه بتلك الأحداث والجرائم.

رابعاً: لم أكن صامتاً طيلة تلك الفترة، وكان هناك عدد من اللقاءات مع قحطان بهذا الشأن حتى لا تسيس القضية، فأنا أعرف المتربصين.. لكني أطالب بحق.. وللأسف كان جوابه (تلك أيام كان فيها الكثير من الجنون وراحت خلاص)، رغم أن مطلبنا للتسامح كان بسيطاً جداً.. هو معرفة مصير ومكان قبر خالي لا أقل ولا أكثر..

خامساً: يخطئ من يظن أن إفصاحي عن الحادثة هو تبرير لاختطاف قحطان من قبل المليشيات الحوثية.. فلطالما كان موقفي واضحاً من هذه المليشيات الفاشية منذ أول يوم ظهرت فيه.. وفي الوقت التي كانت العديد من الأطراف تهادن تلك الجماعة المتوحشة نكايةً بنظام صالح لا محبةً في الوطن.. وكانت هذه النتيجة.

لقد كنت، وما زلت، من أوائل الذين وقفوا ضد وحشيتهم وتم ملاحقتي ومحاوله اعتقالي.. ولن يأتي يوم ما حييت أن أجعل حصولي على حقي عبر هذه الجماعة السلالية النتنة.

سادساً: لقد فُتح هذا الملف.. ويجب التعامل معه بروح العدالة والقانون والإنسانية.. وللجميع أيضاً دون انتقائية.. ويجب ان تأخذ العدالة مجراها لكل متضرر من حرب المناطق الوسطى ومن أي طرف كان.. ولا يجب حرفه إلى مهاترات مناطقية وحزبية وشتائم واتهامات هروباً من الحقيقة المرة.

سابعاً: هناك تفاصيل كثيرة سيأتي الوقت المناسب لكشفها.. وستظهر الحقيقة تماماً.

أخيراً: من حق الجميع أن يتضامن مع قحطان، وهذا حقه وما يجب فعله علينا جميعاً.. ومن حقي أن أتضامن مع خالي ورفاقه.. فالتضامن كالحرية والحقوق متكاملة بلا نقصان.

الحرية للمختطفين

* من صفحة الكاتب علی (الفيسبوك)