وسام محمد

وسام محمد

تابعنى على

الصالحي وحميد.. عدامة الإصلاح

Sunday 14 April 2019 الساعة 11:09 am

رابع صفعة يتلقاها الإصلاح في ظرف أربعة أسابيع. وكلها من صنع يده. بينما يظل يعتقد أنه يتكتك.

الأولى كانت بالحملة الأمنية التي مثل الإصلاح غطاءً لها وكان من الممكن إخراجها بصورة أخرى لكي تحظى بتأييد شعبي بدلاً من تحولها إلى مصدر للنقمة.

الثانية، مسيرة أخرجها الإصلاح بصورة انفرادية وشاطحة أيضاً رفعت صور ابن زايد، بينما لهم ثلاث سنين يحاربون أبو العباس باعتباره يشتغل مع الإمارات.

الثالثة، مسيرة الناصريين وما سبقها ورافقها من ذعر للإصلاحيين.

الرابعة، عبارة عن صفعة مزدوجة تمثل شقها الأول بإعلان تحالف القوى السياسية الذي ظل الإصلاح يعرقل إشهاره منذ ثلاث سنوات. بينما شقها الثاني بذهابهم للحشد والدهدهة لعارف جامل بأن يخرج بمسيرة، لكن أيضاً بسبب فشلهم الذريع الذي جعل المؤتمر قادراً على الحشد لأول مرة منذ فبراير 2011. هذا الحشد سيجعل الإصلاح في قادم الأيام مضطراً لتقاسم الوظائف مع المؤتمريين الذين أصبحوا جزءاً من تحالف سياسي، وأيضاً لديهم رئيس للبرلمان وقدرة على الحشد. وبالنسبة لصور الزعيم ستعود وعارف جامل سيتم توظيفه ضدهم كما حدث في السابق.

مع هذه الصفعات تسقط أوراق كثيرة. ورقة أبو العباس مثلاً كانت قد سقطت عقب الحملة الأمنية الأولى عندما أعلن استعداده لمغادرة المدينة، لكن الإصلاح من باب التكتكة أصدر بياناً يشيد ببطولات أبو العباس ويناشده العدول عن قرراه ولم يكن هذا منبعه حسن النوايا، فالحملة الأخيرة وضحت كل شيء وأهدرت دماء الضحايا من منتسبي الجيش عندما ذهبت تبحث عن مطلوبين أمنياً بطريقة انتقائية وفجة وبمشاركة أشخاص مطلوبين أمنياً. وفي المسيرة التي أخرجها الإصلاح سقطت ورقة الإمارات. وبمسيرة الناصريين سقطت ورقة احتكار التحشيد، وفي التحشيد لعارف جامل سقطت ورقة أن الناصري يعيد تأهيل المؤتمر. أعني أن الناس لن يصدقوا الإصلاح عندما يشهر هذه القضايا ويجعلها جزءاً من خطابه. لكن سيبقى من حقهم بناء مواقف مستقلة بمعزل عن تصورات وخصومات الإصلاح.

إذن، بهذه الطريقة يواصل الإصلاح السقوط بينما خصومه يتفوقون عليه، بدون أي جهد يذكر، بعد أن يكون قد بيض صفحاتهم. والسبب أنه فرط باللحظة التاريخية واستسلم لمخاوفه. كان مسار التحرير والإخلاص له كفيلاً بمواجهة كل تلك المخاوف التي جعلته يلف الحبل حول رقبته.

اليوم لم يعد للإصلاح من خصم سوى نبيل الصوفي. وهذا الأخير يظهر براعة مقارنة بما يظهره الإصلاح من عدامة وقلة حيلة.

الانتصار الوحيد الذي سيبقى محسوباً للإصلاح هو اختطاف أيوب الصالحي وأكرم حميد وإخفائهما وعدم إطلاق سراحهما. فهذه هي النقطة التي لا يقبل الإصلاح التنازل عنها سواءً بالود أو بالعداوة. ببساطة لأنهما اشتراكيان والإصلاح مستعد أن يتنازل للشيطان الأزرق، لكن الاشتراكي يبقى في الذهنية الإصلاحية، كما في أدبيات الثمانينات، شيطان أحمر.

* من صفحة الكاتب على ( الفيسبوك )