سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

بعد تظاهرة تعز... كل مؤتمري يشعر بالفخر

Monday 15 April 2019 الساعة 04:40 pm

صورة بهية فعلاً ظهرت بها شوارع الحالمة تعز وهي ترفرف بأعلام الخيول وفرسان المؤتمر الشعبي العام، الذين صالوا وجالوا بالأمس، معبرين عن صورة أخرى من صور هذا الحزب الذي كلما أوغلوا في استهدافه وثَبَ من جديد معلناً عن نفسه ومخاطباً الأعداء والأصدقاء على حد سواء بأن المؤتمر سيظل يكافح وينافح ضد الإقصاء والعزل والاجتثاث من قبل خصومه وكارهيه.

لن يصدق أحد أن كل المؤتمريين، وبالذات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، كانوا بالأمس مزهوين وهم يرون صور المظاهرات لجماهير المؤتمر في تعز، شعروا بأن الحزب الذي ينتمون إليه لا يزال في أفئدة من ينتمون إليه حياً قوياً.

نعم كانوا فخورين، لأن التنظيم الذي ينتمون إليه يتسامى فوق كل شيء، ويصر على الحياة، ويرفض الموت ومشاريع الدمار والدماء، ويناضل من أجل الناس... فقد اكتست خيول المؤتمر بآلام أبناء تعز ومعاناتهم.. وعبر فرسان المؤتمر عن البسطاء وطموحهم وعن رفضهم الاستقواء بالقوة والعنف والإرهاب.

خرج مؤتمريو تعز بالأمس لا ليعلنوا عن أنفسهم ووجودهم، رغم كل ما عانوه ولا يزالون من مليشيات الحشد الإصلاحي أو مليشيات الحوثي، بل خرجوا ليعلنوا عن كل أبناء تعز، وهنا يكمن سر وحيوية والتفاف الناس مع المؤتمر.. المؤتمر بتنوعه وقبوله للآخر.. بإيمانه بحق الجميع في الحياة الكريمة والحرة والمساواة والعدالة... برفضه للتطرف والإرهاب.. بإيمانه بالدولة ومؤسساتها.. بالتحامه بالناس وتعبيره عن البسطاء كان حاضرا في وجوه أولئك البسطاء الذين رفعوا أعلام المؤتمر وشعار الخيل لأنهم سئموا شمس الإخوان التي لفحت سنينهم وحولتها إلى لهب وأرادت أن تصادر حرياتهم وتبسط ملكها الزائف على أوجاع أبناء تعز، قاتلة كل معاني الشراكة والقبول بالآخر، وسئموا كهنوت الإمامة وثقافة الموت والتخلف التي جاءت بها.

بالأمس بدأ المؤتمر يستعيد عافيته بعد عام ونصف منذ استشهاد مؤسسه ورئيسه الزعيم صالح وأمينه العام عارف الزوكا، على المستوى الميداني، والأجمل من هذا أن تسترد تلك العافية من تعز، فذلك يعني أن عافية المؤتمر ستسرد يوماً في كل ربوع الوطن، والمسألة ليست سوى وقت فقط.

راقب المؤتمريون كلهم، من حضرموت إلى صنعاء، إخوانهم وأخواتهم في الحالمة وهم يقولون ما زلنا هنا وسنظل هنا.. لا تخافوا على المؤتمر ولا تلتفتوا لمشاريع الجماعات الدينية ومليشيات الحشد الشيعي أو الشعبي فكل تلك النتوءات التي برزت على سطح الوطن ستنتهي، لأنها مشاريع تكره الحياة وتقدس الموت فيما نحن طلاب حياة وصناع مستقبل ومهندسو دولة.

انتصر المؤتمريون بالأمس في تعز لأنفسهم وللوطن.. انتصروا لحق الجميع في الحياة وفي التعبير عن آرائهم ومواقفهم بعيداً عن المصادرة واللون الواحد الذي لا يقبل سواه لا لشيء إلا لأنه يملك القوة والنفوذ ولا يجيد سوى العنف واستخدامه ضد معارضيه.

والخلاصة.. أن تعز بمؤتمرييها عبروا بالأمس عن رسالة يجب أن يستوعبها الجميع أننا أمام حزب يأبى إلا أن يناضل من أجل الحياة، ومن أجل الناس، ومن أجل التنوع، ومن أجل الاختلاف، ومن أجل كل شيء فينا كبشر، من حقنا أن نتعدد ونتنوع ونتباين طالما كان ذلك كله بهدف الحياة.

وصدقوني لو سألتم أي مؤتمري من المهرة إلى صعدة كيف كان شعوره بالأمس وهو يتابع تظاهرة مؤتمريي تعز لكان جواب الجميع واحداً (أشعر بالفخر).