جلال محمد
سيناريوهات عملية تخريب الناقلات الإماراتية والسعودية
تعرضت سفن تجارية ونفطية سعودية وإماراتية لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية الإماراتية، عقب تهديدات الحرس الثوري الإيراني الإرهابي بإغلاق مضيق هرمز ومنع تصدير النفط إبان العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران المارقة الداعمة للإرهاب والخراب في الوطن العربي.
اعتداءات جعلت العالم على صفيح ساخن، وظهر ذلك جلياً من ردة الفعل العالمية التي تدين تلك الأفعال وتؤكد على ضرورة تأديب من يقف وراءها ومن نفذها، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة في ال 24 ساعة الأخيرة: هل الأعمال التخريبية التي تعرضت لها ناقلتا نفط سعوديتان أمس، و3 ناقلات إماراتية أول من أمس في خليج عُمان، وفي ظل تصاعد الأحداث في الخليج العربي بعد دخول الحظر الذي فرضته أمريكا على تصدير النفط الإيراني حيز التنفيذ، وفي ظل صمت إيراني رسمي عن التعليق على واقعة تخريب الناقلات الخمس… هل هذه الأعمال التخريبية التي استهدفت ناقلات النفط الإماراتية والسعودية هو من فعل إيران، أم من فعل أمريكا، أم من فعل طرف ثالث؟
فهناك أكثر من سيناريو متوقع في هذه الحالة:
- إما أن تكون تلك الأعمال الإرهابية عملا إيرانية يستهدف إرسال رسالة للجميع، مفادها: "إنكم حين تمنعوننا من تصدير النفط، فإننا لن نسمح لجيراننا أيضاً بتصديره".
وهذا السيناريو لو صح فإنه يعد تصرفا أخرق، وفي منتهى الحماقة من الملالي في إيران، لأنهم يعلمون أن العالم لن يسمح بتوقف إمدادات النفط السعودية أو الإماراتية، ويعلمون أن الإدارة الأمريكية أيضاً لن تسمح بهذا التصعيد الخطير، خاصة أن حاملات طائراتها وقطعا بحرية أمريكية أخرى، أصبحت في الخليج العربي الآن على بعد خطوات من الشواطئ الإيرانية، لمراقبة تنفيذ قرار حظر تصدير النفط الإيراني وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أي تصعيد إيراني.
فهل يمكن أن يصل الغباء والتبجح بالنظام الإيراني إلى ارتكاب تلك الحماقات، التي يمكن أن تكلفه وتكلف إيران ثمناً فادحاً؟!
- وإما أن تكون تلك الأعمال التخريبية بفعل أمريكا نفسها، أو طرف أو جهة تقف وراءها أمريكا… الهدف منه خلق حالة من التوتر في الخليج، يتم بموجبها توجيه أصابع الاتهام لإيران، من أجل تبرير التدخل الأمريكي بحجة حماية إمدادات النفط، ومن ثم قيام القوات الأمريكية في الخليج بتوجيه ضربات صاروخية للعاصمة الإيرانية، أو لموانئ تصدير النفط الإيرانية قد تؤدي لتدميرها تماماً.
وهو أمر أيضاً مستبعد، فأمريكا تهدد إيران ولكنها لا تقاتلها.. فوجود إيران واستمرار حكم الملالي فيها بكل ما يتميزون به من حمق وتهور وتطرف، وكونها تشكل تهديداً دائماً لجيرانها على الشاطيء الغربي للخليج العربي، هو أمر يحقق مصلحة أمريكا تماماً.
فطالما ظل التهديد الإيراني لدول مجلس التعاون الخليجي قائماً، ظلت الحاجة الملحة لأمريكا وحمايتها وسلاحها.. وكل هذا يتم ترجمته على أرض الواقع إلى عشرات مليارات الدولارات التي يتم ضخها في الخزانة الأمريكية، وهو غاية المراد من رب العباد بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
- وإما أن تكون تلك الأعمال التخريبية من فعل طرف ثالث يهمه إشعال الموقف في المنطقة، وتحويل حالة الترقب الحرج إلى حالة الاشتباك الفعلي، ومن ثمَ الهجوم على إيران، الذي ربما يحقق نوعاً من الفائدة أو الفوائد لذلك الطرف الثالث "المجهول" حتى الآن.
كل ما سبق لا يعدو كونه تصورات لسيناريوهات قد تصدُق وقد لا تصدُق.. فالأيام القادمة حبلى بالكثير من الأحداث الدراماتيكية في منطقة الخليج العربي، لابد أن تكون إيران طرفاً فيها.
سوف ننتظر لنرى.. وإن غداً لناظره قريب.