جلال محمد
هل آن الأوان لفهم خطورة ذراع إيران في اليمن ووجوب إزالته؟!
آن الأوان للجميع أن يعي ويفهم مدى خطورة الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية، كونها الأدوات الخطرة والقوة المنفلته التي تنفذ ما يرغب فيه الراعي الرسمي لتحطيم الدول وملشنة مؤسساتها في المنطقة (الحرس الثوري الإيراني).
لقد آن الأوان فعلاً كي يتدارك الجميع الموقف قبل انزلاقه أكثر وأكثر، ويصبح أسوأ مما هو عليه الآن، وعلينا مراجعة المواقف والتصريحات التي يتم إيكالها لهذه الأذرع التخريبية خدمةً للمصالح الإيرانية، وظهر ذلك جلياً مع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على نظام الملالي الإيراني، والذي سيتأثر به حتماً وبصورة كبيرة الأذرع المنتشرة في لبنان والعراق واليمن، لذا لاحظنا التصريحات التي خرج بها حسن نصر الله مع إعلان العقوبات الأمريكية على طهران، وأيضاً المقابلة الهزلية التهريجية التي قام بها عبدالملك الحوثي وكان محور كلامه تهديداً ووعيداً لمعارضي إيران ومشروعها في المنطقة.
وكما أوكلت إيران الرد الكلامي لأذرعها فهي أيضاً توكل لها الرد الإرهابي والقتالي، لتبقى بعيدة عن الصراع على أراضيها، وما عملية استهداف شركة أرامكو السعودية إلا دليلاً إضافياً على ما تأمر به إيران ذرعها في اليمن، فقد صرح عضو المجلس السياسي لمليشيا الحوثي، محمد البخيتي بأن عملية الاستهداف جاءت "رسالة إلى السعودية التي تحاول إشعال الحرائق في المنطقة ورداً على عدوانها في اليمن" وكلامه واضح دون لبس بأن العملية رسالة للسعودية التي تحاول إشعال الحرائق في المنطقة!! وضع تحت كلمة إشعال الحرائق في المنطقة ألف خط!
من المعتاد أن مليشيا الحوثي دوماً تردد في تصريحاتها عقب كل هجوم بأنها تأتي رداً على استمرار (العدوان) كما تقول، ولكن هذه المرة كان الإيعاز من الحرس الثوري الإيراني الإرهابي بأن يكون الهجوم رسالة ضمنية على أن إيران ستحرك أذرعها بقوة ضد السعودية والإمارات كونهما من تتصدران التصدي للمشروع الإيراني الخميني في المنطقة العربية وخصوصاً في اليمن.
تزداد الحرب الكلامية بين إيران والولايات المتحدة حدة وسط تنامي المخاوف من اندلاع حرب حقيقية بين الجانبين، وزاد منسوب التخوف مع وصول حاملة الطائرات الأمريكية للخليج والقاذفات الاستراتيجية أيضاً، لكن إيران لا تختلق المشاكل بشخصها بل عبر أذرع إيران في المنطقة لتشكل رادعا لأي قصف أمريكي محتمل.
وما يهمنا هو اليمن، فهل تعي قيادة التحالف وما تسمى بالشرعية بأن هذه الجماعة الحوثية المارقة لا يمكن لها أن تفهم معنى الانتماء لليمن، أو تتعايش بسلام، وهل يدركون أن أكبر خطأ استراتيجي قاموا به هو إحباط معنويات المقاتلين في الجبهات خصوصاً جبهة الحديدة، التي يتعطش أبطالها لتمريغ أنف الكهنوت في التراب، وكسر الذراع الإيراني في اليمن للأبد.
هل سنرى انطلاقة جادة من التحالف تجاه دعم الجبهات وتمكين اليمنيين من استعادة دولتهم بعيداً عن شرعية مشلولة، أم ستظل السعودية متمسكة بذات العقلية الاستخبارية والتعامل الخاطئ والركون لأشخاص لا يجيدون سوى الفساد ولا ينتجون سوى العجز والفشل؟!!
فإن استمر التحالف بهذا التراخي والسعودية على وجه الخصوص بذات النمط في التعامل مع اليمن، عليها أن تجهز الباتريوت في كل حارة سعودية فذراع إيران سيضحي باليمن وشباب اليمن خدمة للمشروع الإيراني الراغب في الانتقام من السعودية ونظامها أولاً وأخيراً.