جلال محمد
فجور الخصومة كشف أن "أبو محفوظ" حاكم مطلق.. والمشاط دنبوع الجماعة
"الجماعة لا تقبل النقد".. جملة أجمع عليها كل من خرج من جماعة الحوثي، أو حاول كشف ما يجري في دهاليز الحكم السلالي الذي تديره قيادات معينة من الجماعة فقط، ويتجلى فجور جماعة الحوثي في خصومتها لكل من ينتقدها بدءًا ممن تقبلوهم في ساحات 2011م، وهم حزب الإصلاح وما تبقى من أحزاب اللقاء المشترك، وصولاً إلى فجورها وكيلها كل التهم والشتائم للزعيم الشهيد علي عبدالله صالح خصوصاً وحزب المؤتمر عموماً، الذي طالما حاول أن يروض الجماعة وقياداتها ليكونوا رجال دولة أو على الأقل ملتزمين بأقل أدبيات وسلوكيات الإدراة السياسية والقانونية التي يفرضها الواقع كون الجماعة استلمت الحكم من هادي، أي استلمت اليمن، وعليها أن تتحول من عقليه إدارة الكهف والبدروم إلى إدارة وطن بأكمله.
وكما هو دأب الجماعات الدينية المتطرفة دوماً في تقديس ذاتها والقيادات المتحكمة فيها وخلق هالة من القداسة والعصمة حول تلك الشخصيات، وجعلها منزهة من الخطأ حتى وإن كانت كومة أخطاء، تمضي جماعة الحوثي على ذات النهج، ومن خلال الدورات الثقافية التي غسلت بها أدمغة الكثير وللأسف حتى المتعلمين، وجعلت منطق ما يسـمى "بالتسليم" الكلي للجماعة وقياداتها هو السائد حتى وإن كان مخالفاً للعقل والمنطق والعرف، وبسبب هذا الأمر دمرت الدولة ومفهومها وما تبقى من مؤسساتها على يد القيادي القادم من صعدة، أو ذاك الهاشمي السلالي المنتمي لسلالته والكافر بالوطن، وفي ظل التسليم الساذج والمستغرب استمرأ الحوثي كل شيء دون أن يجد من يردعه ولو بحرف.
وفي سبيل فجورها سخرت الجماعة العديد من الأبواق التابعة لمراكز النفوذ داخل الجماعة، فهناك أبواق تتبع محمد علي الحوثي، وهناك ما يتبع للجناح السياسي الحوثي التابع للمخابرات الإيرانية "السافاك"، وهناك أبواق تابعة للمدعو أحمد حامد "أبومحفوظ" ويعد هذا الجناح هو الأكثر، نظراً لعلاقات الرجل وغطرسته ونظرته الفوقية الاستعلائية حتى على هاشميي لجماعة الذين يشك أحمد حامد في إخلاصهم وفق مزاجية شخصية وحسابات خاصة.
ولأن الجماعة لا تتقبل النقد أبداً حتى ممن كان له الفضل في إنشائها، نلاحظ الشتم والتخوين الذي لحق برجل الدين محمد عزان، والذي كان مقدساً لديهم وله الهالة الدينية والاجتماعية التي تصنعها الجماعات الدينية، وما إن عارضها وبدأ يكتب عن أخطائها حتى بدأت أسطوانة التخوين والتشكيك والشتم، وهو ذات الأمر الذي سبق وأن قالوه في علي البخيتي، ومحمد عايش وكل من انتقد الجماعة وسلوكياتها الشاذة في التعامل مع الدولة ومؤسساتها وطريقتها العشوائية والتدميرية في إدارة الدولة والتعامل مع الشعب. وكنا دوماً نقرأ في نهاية نقدهم لهؤلاء أن "غضب" الجماعة وانزعاج قياداتها الذي ظهر في كتابات ومنشورات تلك الأبواق سببه أنه كان ينبغي أن ينصح ويكتب من الداخل، ويعاتبون لماذا غادروا اليمن!
والحقيقة أن أي صوت يحاول أن يتحدث عن الجماعة وأخطائها يتم إخفاؤه واعتقاله، أو قتله، فكيف يطالبون بمن يعارضهم أن يبقى؟!!
منذ يومين كشف الشيخ سلطان السامعي بعضاً من مساوئ الجماعة وطريقة إدارتها للدولة، وتحكم أحمد حامد في كل شيء، وبدلاً من أن يتم الأخذ بما قاله واعتباره ناقوس خطر ينبغي الانتباه له من قبل الجماعة، إن أرادت أن تبقي لها أي تقبل مستقبلي في حال توصل اليمنيون إلى اتفاق سلام، وبدلاً من اعتبار هذا نقداً علنياً مسموحاً به ومكفولاً دستورياً للتحذير من الفساد الذي لم يسبقهم إليه أحد، قامت الجماعة وعبر مراكزها النافذة المرتبطة بمصالح شخصية مع أبو محفوظ بشن حملة تشويه بحق الشيخ السامعي، مجندة في سبيل ذلك أبواقاً محروقة يعرف الناس كذبها وقابليتها لتغيير المواقف حسب سعر الصرف من أمثال أحمد الحبيشي وأسامة ساري... وغيرهم.
ولعل صراع الأجنحة بات يظهر علناً داخل جماعة الحوثي الانقلابية، وسيستمر أكثر وأكثر، خصوصاً في ظل شحة الموارد المالية التي حرمت منها الجماعة بسبب إغلاق ميناء الحديدة، وقرارات اللجنة الاقتصادية في عدن وآخرها العقوبات على الحرس الثوري الإيراني خاصة وإيران بشكل عام، هذا الصراع المرتكز على قوة الحضور وحجم العائدات يجعل حالة الشك والتشكيك كبيرة بين أعضاء الجماعة، وهو ما دفع أبو محفوظ لوقف التعامل مع أي مذكرة تصدر من الوزراء أو رئيس الوزراء أو أعضاء المجلس السياسي ليبقى هو الوحيد الممسك بزمام الأمور بما في ذلك قرار دنبوع الجماعة المدعو "مهدي المشاط".