يقود القيادي الإخواني عبدالله أحمد العديني منذ إسبوعين حملة تحريضية تجاه عرض مسرحي بعنوان "10 أيام قبل الزفة"، ويسانده في معركته التحريضية غثاء لا بأس به من منتسبي التنظيم في تعز، ليعكسوا معاً حالة من حالات التطرف والانغلاق الذي يعيشه تنظيم الإخوان مهما ادعى زوراً مناهضته للتطرف وبراءته من المتطرفين رغم أنهم شيوخ التنظيم ومرتكزه الاجتماعي والديني، والحقيقة الظاهرة للعيان مهما حاول التتظيم الهروب منها.
انتقد العديني ومن معه فكرة العرض المسرحي وحاربها بقوة، قائلاً إنها تعد فاحشة ومنكرا وأمرا دخيلا على المجتمع؟! وذهب مناصروه من الإصلاحيين إلى وصف فيلم "10 ايام قبل الزفة" بأنه دعارة ورذيلة لا ينبغي السكوت عنها، وكعادة الجماعات الدينية المتطرفة "الحوثية - الإخوانية - الداعشية" تم تسخير الدين والتخويف والترهيب ضد كل من ينادي بحرية الفكر وتنوع الثقافة وتعدد الأساليب المتبعة لإيصال فكرة ما لواقع اجتماعي أو سياسي أو ثقافي، عدائية لا مبرر لها، وألفاظ لطالما أبدع وتفنن "الإخوان" في إطلاقها من تحت عباءة الدين واللحاء الحمراء المسبوغة بدم الحرية المغتالة ودم مجتمع بأكمله تم تفخيخه بأفكار ترى كل انفتاح حراما، وأي نشاط للآخر منكرا ما لم يكن لهم فيه اليد الطولى.
ورغم ثقتي أن الفاحشة والرذيلة والمنكر بعيدة كل البعد عن أي عمل فني أو أدبي، مهما كان انفتاحه، مؤمناً حد اليقين بأن كل الرذائل والمناكر نجدها في أفكار تلك الجماعات المتدينة زوراً، وفي بدروماتهم ورحلاتهم إلى مسابح الإيمان واختباراته، وبقدر إيماني هذا ويقيني، فإنني على قناعة بأن العديني هو أوضح الإخوان، فقد جهر بمكنون تطرفه ونزقه وحنقه لمجرد عرض مسرحي، وطفح بكل ما يجول في فكره من تحريض، فكان واضحا جليا في تطرفه، ولعل هذه ميزة تحسب له، وهي "الوضوح"، بدلاً عن التقية التي يستخدمها التتظيم في اليمن ممثلاً بقيادات حزب الإصلاح ومثقفيه وناشطيه الذين يخادعون أنفسهم بكذبة انفتاح الحزب وتطور فكر التنظيم، وتقبله لما كان يعتبره في مطلع الألفية الثالثه حراما، مدعين بأنه حزب "كيوت" منفتح ومتعايش، ممعنين في النفاق والكذب، رغم أن الناس ترى وتسمع ما يعتمل في مأرب وتعز، وكيف حولهما الحزب إلى ولايات خاصة به لا يقبل فيهما صوت يعترض على سلوك الحزب وأتباعه، ولا يتقبل أي نقد أو كشف لما يفعله الحزب والمجاميع المسلحة المنفلتة التابعة للحزب وتدار من المقرات.
ولنا أن نسأل أبناء مأرب عن حقيقة ما يعانونه من مليشيات الإصلاح المرتدية زي الأمن الرسمي، وأن نعود في تعز إلى ما قبل شهرين وما ارتكبته مليشيا الحشد الشعبي من جرائم ضد كتائب أبي العباس في المدينة القديمة، وما ارتكبته سابقاً وترتكبه إلى الغد ضد من يعارض سياسة المقر ويسلط الضوء على جرائم الحشد، ليتبين لنا مدى احترام التعايش الذي يتحدث به حزب الإصلاح، ويصدع رؤوسنا أتباع التنظيم وهم يعددون محاسنهم التي لم نر لها أثرا إلا قذفا وسبا وتفجيرا واغتيالا وخصومة فاجرة وفسادا لا يضاهيه فساد، وكأنهم يتنافسون مع الحوثي في الوصول للمرتبة الأولى لرفض التعايش والقبول بالآخر، ومع داعش في الوصول لمرتبة الشرف في التطرف والتكفير.