سميحة أحمد
الإخوان والحوثي والبرلمان.. محاربة الأم بولدها
البرلمان اليمني الذي لم شتاته منذ حوالى شهرين، وصاحب أطول فترة زمنية على مستوى العالم، هو نموذج مصغر لمسلك الشرعية اليمنية الملتوي.
الشرعية التي تقود البلاد في حرب ضد انقلاب عسكري أساسه تطرف وفكر ديني مختل، تفعل ذلك بحضور تطرف وفكر ديني مختل آخر في قوامها!
كأنما على المواطن اليمني المدرك لتفاصيل مراحل وطنه أن يضع جانباً كل ما يعلمه من حقائق ووقائع ويتقبل محاولات الفهلوة الشرعية.. ويحارب الحوثي بالإصلاح.
التطرف الذي يستغله البعض ويكشف توغل فكر الإخوان، حتى البرلمان اليمني لم يفعل شيئاً لمواجهته.. وكل هذه السيطرة العقلية -قبل أي شيء آخر- على المحافظة ذات الكثافة السكانية الأكبر يمنياً، يقودها عضو مجلس البرلمان اليمني دون أن يعلن البرلمان عن فصله أو اتخاذ أي موقف ضد ما يروج له.
وفي جانب استخفاف آخر، لا أطرف من محاولات بعضهم التغطية على الآخر، ونتابع الدفع بوجوه شابة من تيار الإخوان / الإصلاح اليمني تدعي رفضاً لجانب هنا وآخر هناك من ممارسات تجري برعاية حزبية من الجماعة.. كأنما الأحزاب والجماعات القائمة على هذا النموذج تماثل سواها من أحزاب سياسية صرفة مما يقبل الأخذ بطرح والاعتراض على آخر..
وكأنما علينا أيضاً أن نتجاهل ما نعلمه من أسلوب تأسيس الجماعات الدينية وقواعد الولاء التي لا أدل على تمكنها منهم من بقائهم في أحزاب وجماعات يدعون رفض ما هو مجرد نتاج منطقي لمبادئها وأصولها.
أخيراً، ربما خمسة أعوام من الحرب كافية لمراجعة أسباب فشل طرفي هذه الحرب والمتفاوضين حولها.. فلا سبب أبلغ من تماثل هذين الطرفين تماماً، ولا تحارب أم بأولادها.
*من صفحة الكاتبة على (الفيس بوك)