لا أدري ما الذي جعل المحرر السياسي في صحيفة ”أخبار اليوم” المملوكة للجنرال العجوز علي محسن الأحمر، يصبح في يوم وليلة متقمصاً لدور المعلم الذي يعلمنا أبجديات الناصرية وهو يحدثنا بمقالته المنشورة، يوم الاثنين الماضي، عن القيادات الناصرية التي وصفها بالانتهازية والعمالة والمناطقية... وغيرها من الأوصاف، على حد ما ذكره في مقالته تلك.
ولن أخوض في أسباب تقمص المحرر السياسي لهذا الدور وفي هذا التوقيت تحديداً، لأن إجابة ذلك معروفة، فالمقالة كُتبت وفقاً لطلب ورغبة علي محسن الأحمر الذي وجد نفسه متحرراً من كل التزاماته الوظيفية كنائب للرئيس ليتفرغ لشتم التنظيم الناصري وفق منهجية اختلاق الخصوم لتبرير الفشل.
لكن الأجمل أن المسيرة النضالية للتنظيم الناصري تظل عظيمة في عيون خصومها قبل أنصارها، وهذا ما جعل المحرر السياسي يتحدث عن التاريخ النضالي للشهداء عيسى محمد سيف، وعبدالسلام مقبل وغيرهما، والذين وصفهم بالقوى النضالية الحية التي عاشت على قيم حقيقية واستشهدت من أجل مبادئ القومية العربية بصدق وشرف انتماء، وقد صدق في وصفه هذا بلاشك، لكن السؤال الذي نطرحه منذ زمن وكان يفترض بالمحرر السياسي طرحه معنا هو السؤال عن دور علي محسن الأحمر في إعدام وإخفاء جثامين هؤلاء الشهداء ورفاقهم من شهداء حركة أكتوبر 78 الناصرية، وهي الجريمة التي اشترك فيها مع رفيق فساده وإجرامه علي عبدالله صالح.
ثم لا أدري ما المبرر لحديث المحرر السياسي عن ”بلاد النفط الرجعي” ويقصد بذلك السعودية، دون أن يتذكر أن سيده ”علي محسن الأحمر” هو الرجل المدلل للسعودية في الأمس واليوم والغد، حتى إنه ارتضى أن يتنكر لشرفه العسكري يوم دخول الحوثيين صنعاء، ليهرب من القتال ويرتضي لنفسه الهرب إلى السعودية باعتباره ”زوجة السفير السعودي” ولا أتجنى في هذا الحديث الذي ذكره السفير السعودي في اليمن في حوار صحفي مع قناة mbc العام الماضي.
ثم إن كيل الاتهامات والتخوين أمر ليس عويصا على من يتدثر بكلمات ومصطلحات لا يفقه معناها، يحشرها في سياق مقالة مدفوعة الأجر سلفا، غير أن قلة الحيلة تحيد عن الكاتب في هذه المقالات فيسب سيده من حيث لا يدري، ومن هنا فالمقالة مردودة على كاتبها باعتباره محررا سياسيا في صحيفة تابعة للجنرال محسن المعروف بتبعيته لــ”دول النفط الرجعي” والذي ألقى واجباته خلف ظهره ليتفرغ لاصطناع العداوات مع القوى الوطنية مبررا بذلك لهزيمته وتقصيره في أداء واجباته كقائد عسكري يفترض أن يقود معركة مصيرية تدخله التاريخ، لكنه قرر إلا أن يستريح ويريح معه الجبهات مكتفيا بالتصريحات الكلامية والخلود إلى قصوره خارج وطنه الذي يرزخ تحت نير الحرب للعام الخامس.
ثم إني أتساءل ما تأثير مواقف عبدالله نعمان -سواءً كانت ايجابية أم سلبية- على فشلكم في إدارة الدولة وإدارة المعركة العسكرية، خاصة أن عبدالله نعمان رجل مدني بالأول والأخير وليس له صفة في قيادة الدولة، ولا يمكن بأي حال أن يتم تحميله وزر أخطائكم، وهل الانتصار لأبناء الشعب اليمني يأتي من خلال هجومكم على تنظيم سياسي لطالما عايرتموه بقلة تأثيره وقلة أعضائه وأنتم تصفونه بحزب السبعة..!!
ثم إن المحرر السياسي وهو يتساءل عن موقف الناصريين من الاتجاه الاسلامي -ويقصد حركة الإخوان المسلمين- يحاول وهو الغبي المتذاكي أن يعيش دور الذكي المتغابي، فعلاقة الناصريين بجماعة الإخوان لا تخفى على عاقل، والأحرى أن يسأل نفسه وسيده علي محسن الأحمر: هل يمتلكان الجرأة ليعترفا بعضويتهم في جماعة الإخوان المسلمين، وأن سيده يقود جناحها العسكري في اليمن!!
كما أني أتساءل -كقارئ- عن ”الامبريالية والاستعمار” الذي اتهم المحرر السياسي لأخبار اليوم الأمين العام للتنظيم الناصري بمناصرتها، هل يقصد التحالف العربي -متماهيا بذلك مع الخطاب الحوثي الذي يصف التحالف العربي بالاحتلال- أم أنه قام بحشو هذه الكلمات دون معرفة لمعانيها!!
بالأخير من السهل أن يقوم الكاتب برص الكلمات واستعراض قاموس بذاءاته، لكن الأهم هو هل يستطيع أن يقدم الحقيقة في كلمات لها معنى تفيد القارئ وتعينه على قراءة الواقع!! رغم أن الواقع يشرح نفسه جيدا ويختصر نفسه في وجود نكبة سببها قيادة عسكرية تنكرت لشرفها العسكري وباتت تتاجر بالحرب على حساب الشعب، وتبرر لفشلها باختلاق الخصوم، وهذه هي الحقيقة المؤسفة جداً.
*من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)