قد يبدو أن عنوان المقالة هذه تشير للرضا والقبول بما تقوم به جماعة الحوثي، ولكن الحقيقة ما هي إلا رغبة للتعريف بمثالب التحالف وغباء الشرعية التي تجاري رغبات المبعوث الأممي في تمكين الحوثيين وتتغافل عن الحقائق الظاهرة للعيان عن نمط التعامل الذي تؤمن به هذه الجماعة المارقة بحق اليمن واليمنيين، وما تم إيكاله لها لتنفيذه إقليمياً.
التحية للحوثي لأنه كشف لنا أكثر من مرة أن المراهنة على الفاشلين خطأ كبير، وهذا ما يسير فيه التحالف بصورة دائمة بدعمه الفاشلين في الشرعية التي يتمسك بها إذعاناً للقرارات الأممية.
تحية للحوثي لصراحته، فمنذ اليوم الأول للتوقيع على اتفاق السويد سارع في اختراقه، وكأنه يرسل رسالة عملية مفادها "الأوراق وتوقيعها يختلف عن الميدان ومعادلاته"، ليكشف لنا مدى اللعبة القذرة التي ثبطت الأبطال في الساحل الغربي وفي قلب الحديدة وكل جبهة تدك الحوثي وأزلامه.
اخترق الحوثي كل الاتفاقات، وهاجم وتقدم وأطلق الصواريخ ودمر القرى والمدن، متكئاً على ما هو مؤمن به من أفكار وعقائد، ومسنوداً بالدعم الخارجي "الإيراني والبريطاني" ولا نغفل أيضاً استغلاله للوهن الذي تعاني منه الشرعية التي لم تكن يوماً قوية منذ كانت دولة قائمة في عاصمة البلاد "صنعاء" وبيدها كل مقومات كسر الحوثي، إلا أن الحوثي أثبت عجزها وفشلها وأوضح لنا أن مقدرتها الوحيدة هي المناكفات السياسية والحسابات الحزبية والشخصية، والانتقامات البينية، فكان له أن يستحوذ على البلاد وأن يطردها لتنعم ببيع الوهم لداعميها، ومن تحت المكيفات يديرون المعارك، وينعقون برغبتهم في استعادة اليمن التي أساؤوا لها بمواقفهم الخاذلة والمستمرة في تكريس الفشل والانتقام.
يرسل الحوثي صواريخه وطائراته المسيرة للعمق السعودي ويستهدف منشآتها وآخرها مطار أبها، ليرد الجميل الذي أسداه له "آل جابر" من خلال ضغوطاته لإيقاف كل جبهة تذيق الحوثي الويل والسعير، ولكي يؤكد أن المساعي التي يقودها آل جابر لتجميل الحوثيين ووعده لهم بجعلهم رقماً صعباً في المعادلة اليمنية، تستحق رداً لهذا الصنيع ولكن على الطريقة الحوثية، ليستلمها آل جابر في أرامكو وعفيف ومؤخراً أبها.
يستحق الحوثي التحية لأنه أثبت لنا أن الشرعية الهادوية الخانعة لابتزاز غريفيث، والراكنة على حل أممي، والمستمتعة بأجواء الفنادق والتنقل بين العواصم، لا تستحق أن تبقى، وأن الدعم لها مجرد مضيعة للمال والوقت والجهد.
يا ترى هل يعي التحالف والمجتمع الدولي وما تسمى الشرعية أن السلام الذي يسعى إليه اليمنيون لا يمكن أن يتحقق قبل أن ينكسر الحوثيون، ويكنس فكرهم القائم على الموت وثقافة العداء وعدم القبول إلا بأنفسهم فقط؟!!
هل سيضغط التحالف وآل جابر على هادي وحكومته بإطلاق العنان للأبطال في الجبهات، كما ضغط غريفيث وآل جابر لإيقافها؟!!
إن كان التحالف والعالم أجمع يريد لليمن استقراراً وأمناً لكي تنتهي مهازل القتال بالوكالة تنفيذاً للمشروع الخميني، وخطط الإخوان، عليهم التفكير بجد في دعم رجال اليمن الأوفياء من الجيش المؤمن بالوطن والقيادة التي لا يصيبها الملل والكلل مهما كانت العقبات والصعاب، وحينها لن ينتهي العام إلا والجميع يحتفل بالنصر واستعادة اليمن وتأديب من يرى لنفسه حجمه أكبر من حجمه ومكونه الاجتماعي والسياسي.
أما لو استمروا العمل وفق تنظيرات آل جابر ومماحكات وحسابات "شرعية هادي" فعليهم أن يستفيدوا من خبرات هادي في الهرب قبل أن تنهال الصواريخ الإيراحوثية على القرى والمدن السعودية كون الرجل خبيراً في الهرب منذ 1986م.