يفقد المواطن في صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية، الثقة يوماً بعد آخر في أي بصيص أمل للخلاص من هذه الجماعة الجاثمة على صدره، في ظل التشظي والشتات الذي يعصف بطرف من يرفض مشروع الحوثي من أحزاب وقيادات، وفي ظل الحسابات الشخصية والمكاسب الحزبية والفئوية التي أصبحت هي من تحرك بوصلة هذا الطرف بعد أن انتهى الوطن والشعب من حساباتهم.
خلال الفترة الماضية مضى الحوثي بخطى ثابتة نحو تكريس وتثبيت مشروعه الفاشي، يحشد المقاتلين، ويستحدث معسكرات التدريب ويستقطب الشخصيات الاجتماعية وبعض القيادات الإخوانية ولو من باب "الانتماء السلالي"، فكل يوم يحقق الحوثي مبتغاه بإطالة أمد بقائه، مستغلاً شتات وتشرذم الطرف الآخر، وضعف وخفة الشرعية، ومستظلاً بالمظلة البريطانية التي وفرتها له عبر الأمم المتحدة.
طيلة الفترة الماضية اكتفت الشرعية برصد خروقات الحوثيين في الساحل، وحصر إجمالي القذائف والعبوات الناسفة التى تستهدف الأبرياء في التحيتا وحيس والجبلية، كما أن الأبطال المكبلين بقرار شرعية الفنادق إيقاف استكمال تطهير الحديدة، اكتفوا بعد زملائهم الشهداء والجرحى والعض على إصبع الندم والحسرة والقهر، كونهم ممنوعين حتى من الثأر لزملائهم..
في الوقت نفسه يكتفي آل جابر بعد الغارات على أبها وجيزان وهو يدرك أن كل ما يحدث هو نتيجة الإدارة المزاجية والعقلية السوداء التي يمتلكها السفير الكارثة، دون أن يكلف نفسه مراجعة خططه وتصرفاته ويعالج مكامن الاختلالات والابتعاد عن ذات الأسلوب الذي أورده ومملكته المآل السيء في العقل الجمعي والوطني في اليمن بسبب مراهنة هكذا سفراء على أدوات فاشلة ثبت فشلها أكثر من مرة، وأظهر الواقع مدى خيانتها وغدرها وابتزازها على مدى تاريخها الحالك السواد، ومن أهم تلك الأدوات جماعة الإخوان وجنرالهم وبعض الشخصيات الاجتماعية والأمنية المحترفة في بيع الوهم والكذب.
فوضى عارمة تعصف بالوضع اليمني برمته، وغياب التوجه الصادق للخلاص من الحوثي المدعوم إقليميا ودوليا وحتى محليا من خلال الخلافات والنوايا السيئة لدى المناهضين له، وأخطاء التحالف القاتلة التي تمثل آلة حشد جديدة لصالح الحوثي، من خلال تزايد استهدافاتها للأبرياء والأعيان المدنية موقعة ضحايا مدنيين أبرياء، ليجند الحوثي تلك الأخطاء في صالحه، بالإضافة للمعارك الابتزازية الكلامية والحملات الإعلامية الإخوانية والتي تحرف الأمر عن مبتغاه بخلق معارك مع من لا يتفق وأسلوبها، كل هذا وأكثر جعل المواطن يفقد الثقة في قرب الخلاص ومدى جدوى المقاومة لمشروع الحوثي الذي يخدمه المناهضون له من حيث يعلمون أو لا يعلمون، وما دامت الجبهات متوقفة وأبطال الساحل ممنوعين من التقدم، بسبب الحسابات والرؤى الضيقة الحزبية والشخصية، فعادها مطولة، مطولة فوق المتوقع.