خمس سنوات مرت منذ انطلاق عاصفة الحزم ولاتزال السعودية تتعاطى مع المشكلة اليمنية بذات العقلية التي بدأت، وسبقت بها هذه العاصفة الامر الذي ادى الى تفاقم الوضع في اليمن والعجز عن تحقيق الهدف الذي قامت من اجله هذه الحرب وهو منع إيران من صنع حزب الله جديد على الحدود الجنوبية للمملكة.
ورغم ان النجاحات العسكرية التي تحققت لا يستهان بها الا ان عدم اكتمالها وبقائها تراوح مكانها يثير التساؤلات عن الاسباب التي اوقفت تلك النجاحات حيث ما كان يجب لها ان تتوقف ؟
والاجابة الحقيقة على مثل هكذا تساؤلات مثيرة للإحباط حين نعلم ان مشكلة السعودية في تعاطيها مع اليمن هو اعتمادها شبه المطلق على مصدرين للمعلومات هما الاخوان وسفيرها ال جابر، وكلاهما يمارسان نفس الاساليب والوسائل القديمة الجديدة في نظرة السعودية لليمن وهي انها كشف في سجلات اللجنة الخاصة حيث يتم هناك البيع والشراء للولاءات وبالتالي السيطرة ورسم ملامح المشهد من خلال الشخوص، الذين يتسلمون ويستلمون الاموال والريالات السعودية وهنا يكمن المشكل الحقيقي للفشل الذي يجب ان يتوقف.
وبالمقارنة البسيطة سنجد ان ما تحقق من انتصارات عسكرية في المناطق الجنوبية وقدرة التحالف مع ابناء هذه المناطق على سرعة دحر الحوثي ارتكز في الاساس على استقاء المعلومات من قيادات وشخوص ابعد ما يكونوا عن الاخوان ولذلك كان النجاح واضحا وسريعا، وحين كانت هذه التجربة تتكرر في الساحل الغربي ووصلت الى مشارف ميناء الحديدة شعر الاخوان وهادي انهم سيكشفون وان استمرار نجاح أكاذيبهم ومعلوماتهم المضللة للسعودية لن يكون لها اهمية مستقبلا اذا ما حصل النجاح العسكري في الحديدة وحقق مراده في تحريرها لان ذلك سيعني ان القيادات السعودية ستوجه لهم اسئلة من قبيل لماذا تحررت الحديدة بهذه السرعة وانتم عاجزون منذ اربع سنوات عن تحقيق نصر كهذا ؟ والاجابات كانت كفيلة بكشف ان الاخوان ومعهم هادي وحتى سفير المملكة ال جابر كلهم يحولون هذه الحرب الى مصدر اثراء فاحش جدا جدا الخاسر الاول فيه خزينة المملكة ،والثاني هو الشعب اليمني.
وحين تبحث عن الفوائد والعوائد ففتش عن الاخوان وهادي وعلى محسن وحتى ال جابر حينها ستدرك لماذا هذه الحرب مستمرة وتراوح مكانها، ولماذا توقفت معركة تحرير الحديدة ،ولماذا القوات في نهم نائمة، ولماذا تحولت حكومة الشرعية الى مجرد كوم كبير من الوظائف وجيش طويل عريض من مرتادي الفنادق ،والمشكلة ان كل ذلك مستمر ولا احد يحاول تصحيحه الى درجة تشعر وكان رؤية السعودية عن اليمن توقفت عند هذا الحد ولم تعد قادرة على ابتكار افكار في التعاطي مع ازمة اليمن التي ان لم تنتهي فإنها ستتحول الى ازمة اكبر من ان تحتويها السعودية فكل يوم يمر دون حسم لهذا الملف يتحول الى عبء اكبر على القيادة السعودية وعلى رؤية وتعامل العالم معها.
والحقيقة الاكثر والاهم هي ان نجاح الاخوان وهادي وحتى ال جابر في السيطرة على ملف اليمن وتحويله الى مصدر للبيع والشراء وافشال النجاح السريع مرتبط بتيار الاخوان الذي لايزال مسيطرا على صناعة التوجهات والقرارات في السعودية الى الدرجة التي تشعرك ان الوحيد الذي استطاع ان يتخلص من عباءة الاخوان داخل نظام المملكة هو ملكها سلمان وولي عهده محمد بن سلمان اما البقية فجميعهم لايزالون يعملون بفكر الاخوان ورؤيتهم وتعاطيهم وفكرهم القائم على الحقد والانتقام من كل من يعارضهم حتى ولو كان من اكبر داعميهم وهو ما يفسر حقيقة استمرار التعاطي السعودي مع ملف اليمن بهذه الطريقة القديمة والتي لو استمرت ولم تتغير ولم تتبدل وتخرج من عباءة وصندوق اللجنة الخاصة فان اليمن سيتحول الى كارثة كبرى لن ينفع معها تفسيرات اخوان علي محسن وهادي ولا نظرة ال جابر وسيجد القادة السعوديون حزب الله جديد على حدودهم الجنوبية اكثر قوة وصلابة وقدرة على ايذائهم وايذائنا جميعا.