د. صادق القاضي
انسحاب الإمارات من اليمن. وتداعياته على القضية والمعادلة اليمنية.!؟
حديث الشارع اليوم، وربما لأسابيع وأشهر قادمة، هو "الانسحاب المحتمل للإمارات من اليمن"، ومدى تأثيره على القضية والمعادلة اليمنية، وعلى حلفاء وخصوم الإمارات في اليمن.؟!
الإمارات رقم صعب، في المنطقة والمجتمع الدولي، وبالغ الأهمية والتأثير في التحالف، ولا شك أن انسحابها من اليمن، في حال تم، حتى شكلياً، سيؤثر بقوة دوليا ومحلياً، عسكرياً وسياسياً، على القضية اليمنية وعلى مختلف الأطراف ذات العلاقة بالشأن اليمني.
بدايةً. يمكن تفهّم ما وراء تفاؤل الحوثيين والإخوان وقيادات في الشرعية، وتشاؤم الحراك وقوى أخرى إزاء هذا الانسحاب الذي لن يكون بطبيعة الحال كانسحاب قطر من التحالف.
الحوثيون فقط هم أصحاب المصلحة الاستراتيجية المضمونة لهذا الانسحاب، بدايةً بتأثر الجبهات العسكرية النشطة المباشرة للمقاومة في وجوههم، والتي تنحصر حاليا بالجبهات المدعومة أو المحسوبة على الإمارات.
الإخوان وبعض قيادات الشرعية في مرتبة متأخرة، وعلى الأرجح لن يجنون من وراء هذا الانسحاب أكثر من مصالح هامشية آنية محدودة.
سيتنفس قادة الشرعية الصعداء، لبعض الوقت، ليجدوا أنفسهم على المحك لإثبات أهليتهم المعدومة في إدارة العملية السياسية والعسكرية.
سيخلو الجو للإخوان، لكنهم سيخسرون في المقابل العذر الكبير الذي كانوا يبررون به فشلهم المريع منذ سنوات.
إلى ذلك يمكن بنوع من الثقة توقع بعض التداعيات المباشرة لهذا الانسحاب:
عسكرياً: قد تتقهقر جبهات المقاومة في الضالع والحديدة، لكن جبهات المقاومة في نهم وتعز لن تتقدم.
سياسياً: لن تصبح جبهة الشرعية أفضل حالاً، ولن يعود الرئيس هادي إلى عدن.
في كل حال قد تكون الإمارات مشكلة، لكن مشكلة اليمن أكبر من مشكلة الإمارات:
- الشرعية غارقة في الفساد والترهل، وعاجزة تماماً عن الخيار العسكري، فضلا عن السيطرة على قوى المقاومة، وإخراجها من مستنقع التشرذم والبلطجة وتحويلها إلى دولة.
- والإخوان، كالعادة، يوظفون كل ما يمكنهم الوصول إليه أو السطو عليه لخدمة أجندة خاصة، تشبه أجندة الحوثيين أكثر مما تشبه أجندة مفترضة لدولة مدنية تتسع للجميع.