كم هو محزن بل مخيف ألا يتعلم المجتمع من تجارب الماضي والظاهرة نتائجها للعيان وكأن المجتمع يتلذذ بما يعانيه مستمتع بالعذاب الناتج عن الهرولة المستمرة دون وعي إلى ذات المصير الذي تنتهي به هرطقات وكذب الحوثي.
كم هو محزن رؤيتنا لأولئك الأطفال والمراهقين والشباب وهم صرعى في ميادين القتال في صف من يريد قتل مستقبلهم وسحق كرامتهم بحجة الولاية، ومن كان محظوظاً منهم تم أسره ليبدأ مسلسل انقشاع الأكاذيب وظهور الحقيقة حين تراهم يرددون ذات الكلام "قالوا لنا سيروا قاتلوا الإسرائيليين في التحيتا والضالع".
لا أدري هل فعلاً ما زالت تنطلي أكاذيب الحوثي على القبائل والمجتمع شمالاً بأنه يجندهم لقتال امريكا وإسرائيل في مدن وبلدات اليمن؟! أم أن قبائل الشمال وشخصياتها الاجتماعية عبارة عن سماسرة للموت، يبيعون فلذات اكبادهم ويستمرون في إرسالهم للمحارق مقابل الفتات الذي يرميه لهم الحوثي!!؛ لأن الأمر لم يعد مصدقاً.. أيعقل منذ حرب 2004 والحوثي يسمم عقول اتباعه بأنه يقاتل الإسرائيليين وفي كل مرة ينكشف زيف كلامه وسوء كذبه، وتنتشر اعتراف مقاتليه في كل وسائل الإعلام ومنصات الإنترنت، ولم يعي الشعب بعد حقيقة مقاول الموت الحوثي؟!
يا ترى من يتحمل تبعات نجاح آلة الحشد والكذب الحوثية، وتسميمها للعقول وجلبها للشباب اليمني ليكون عكفيا وانتحاريا في سبيل مشروعها الظلامي؟! هل ضعف إعلام الطرف المناوئ للحوثي، وتعدد توجهاته وتنوع اختلاقه واثارته للخلافات الحزبية؟ ام فقدان الشعب لثقته فيهم وفشلهم في الوصول لإقناع المواطن بكارثية الحوثي ونهجه واتباعه؟ أم غباء وفشل الشرعية ككيان واخطاء التحالف تعمل كرديف لجهود الحوثي الذي يستشهد بها دوما لإقناع المغرر بهم بانه على حق؟!
يفتقر المواطن اليمني منذ زمن لمنهج تعليمي وحرص رسمي يعزز ارتباطه بثقافته الوطنية وبعدها التاريخي، واصالته التبعية، لا وجود لايدلوجيا الولاء الوطني الصريح والصادق بعيدا عن المصالح الحزبية او المناطقية والقبلية في ذهن المواطن اليمني، فارتباط اليمني بتاريخه مغيب تماما من خطط الجانب الرسمي المتعاقب، كل ذلك خلق فجوة انتماء ملأتها الجماعات الدينية التي اوغلت صدور النشء بالحقد على الآخر بل الحقد على الوطن وثوابته.
مادامت لا تحقق ما تسعى له هذه الجماعة الدينية أو تلك لذا لا عجب ابدا من استمرار الشقاء والاقتتال وحشد الطاقات البشرية المغيبة لاستمراريته، فالوطن لا يعدوا أن يكون خلافة اخوانية في مأرب، أو ولاية خمينية في صنعاء، وسيستمر كذلك مالم يكن هناك توجه لخلق وعي ثقافي صادق وموثوق يقارع هذا الزيف ويدحضه ان كنا نخشى ان يفنى شباب اليمن في جبهات القتال وهم يبحثون عن موشي الإسرائيلي ويفاجئون بأنهم يواجهون قايد وسعيد اليمني ..