تتعدد الأساليب المتبعة في تلقين الأتباع، وتتنوع طرق الاستقطاب بشتى الوسائل للشباب والنشء من قبل الجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الحوثي الكهنوتية التي تمارس كل الأساليب والطرق لجذب الشباب والقاصرين إليها وتأهيلهم بما يتناسب وسادية الجماعة ومشروعها الدموي العنصري، القائم على استمرارية القتل والقتال وإرهاق الوطن والمواطن وإبعاده كلياً عن الالتفات لما ترتكبه هذه الجماعة في دولته ومؤسساتها وما تؤسس له من فكر طائفي سلالي دخيل، مستغلة الجهل والعوز الذي تعاني منه شريحة كبيرة من أبناء شعبنا اليمني.
ثقافة قاتلة مدمرة تقوم عليها هذه الجماعة، وعبارات سيئة تفخخ بها عقول الصغار في المراكز الصيفية، ولعل كل ما يعتمل سيزيد من عمر هذه الجماعة حين يكتشف الجميع أن جيلاً بأكمله تم تفخيخه فكرياً بثقافة تستسهل القتل وتحث عليه، تعادي السلام وتعتبره خنوعا وخيانة، وتكره الحياة باعتبار محبها ذليلا!! ولا يسري هذا الفكر بالطبع على أبناء السلالة الذين يحظون بالتعليم الجيد وتوفر كل متطلبات الحياة الكريمة بينما ينحصر أمل أطفال عامة الشعب في الوصول باكراً لـ"سبيل الماء" كي يتمكنوا من جلبه قبل أن يسبقهم إليه أحد!!
ما لفت إنتباهي خلال هذه الأيام هو تبدل بعض العبارات التي يتم حشوها للصغار والمراهقين كثقافة "حوثية دموية" يكذبون بأنها "قرآنية" فـ على سبيل المثال، كانت الجدران والمنشورات تمتلئ في السابق بعبارات تحث على "الجهاد" و"الشهادة" والموالاة" إضافة للشحن المذهبي المتطرف والرفض للتعايش مع المختلف، وكانت النتيجة الحتمية لهذه الثقافة الفكرية المفخخة أن رأينا مئات بل آلاف الشباب والقاصرين وهم صرعى في جبهات القتال بدلاً أن نجدهم في الصفوف الأولى في المدارس والمعاهد، وهذا ما مكن الجماعة من حشد تلك الأعداد بعد أن لعبت في "إعداداتهم العقلية الفطرية"
لكن ما لفت انتباهي ويخيف أغلب المحبين لوطنهم والتواقين للمستقبل الخالي من عقد القتل والدماء، هو تبدل عبارات الجهاد والشهادة بعبارات متطرفة جداً تستسهل القتل وتعتبره عزة وأنفة، ومن تلك العبارات: "القتل للأحرار والشجعان حياة، وحياتهم ترفض الخونة"، ولو فسرنا هذه العبارة سنجد أنها حث صريح لقتل المختلف والمعارض ما دام نرى أنه خائن، ولا نعرف ما هي أسس الخيانة ومعياريتها لدى الجماعة وأتباعها الذين تحشوهم بهذه الأفكار، ومنذ متى كان القتل حياة؟!!
لم تكتف الجماعة بتلغيم أفكار الصغار عبر المراكز الصيفية وتدريسها لمناهج مذهبية دخيلة مثل كتاب "حسينيون" و"كربلائيون"... وغيرها من الأفكار الإيرانية المتطرفة، بل عمدت خلال هذه الفترة على إزعاج الجميع بتلك الزوامل والأناشيد المنتجة بإشراف من حزب الله اللبناني، وأغلبها أناشيد لبنانية شيعية تحتوي على عبارات متطرفة ومحرفة، إضافة للعبارات التي تشوهت بها أغلب جدران صنعاء.. وجميعها تحث على الدم والقتل والبؤس، وكل ذلك في سبيل مشروع دفنه اليمنيون منذ 1962 وما زال الأغبياء يأملون ويعملون على عودته رغم المؤشرات التي توضح لهم رفض الماضي والقطيعة معه في أغلب المناطق اليمنية، ولو كانوا يفهمون لتساءلوا يا ترى لماذا عندما يتم طرد الحوثيين من منطقة لا يستطيعون العودة إليها؟!!