نشهد هذه الأيام سعيا حثيثا لتغيير الوعي بوعي مزيف.. كلام يتردد نسمع فيه إشادة توحي باعتراف بوجود "الإيرانيين واللبنانيين في صفوف مليشيا الحوثي" بحيث يقول قائل من أتباع المليشيا (من الطبيعي أن تساعدنا إيران وحزب الله بارك الله فيهم يقاتلوا معنا ويقدموا لنا الإشارة، على الأقل أفضل ممن جاء يقتلنا ويدمر بلادنا!!). نعم لقد أصبح هذا الكلام واضحا ونسمعه في كثير من الأحيان دون مواربة كما السابق.. ولعل ما قامت به إذعة "حمود شرف" سام إف إم من حملة تبرع لمليشيا حزب الله يعطينا دليلاً على أن ما يتم ليس من لدن أنفسهم.
ومحاولات الكتاب والناشطين المحسوبين على الحوثي القول إن إيران أفضل لنا من دول محيطنا العربي، وأن حزب الله عنوان للشرف والشجاعة العربية، والعمل على تشويه انتماء كل من يعارضهم ويقف في وجههم والتشكيك في وفائه لليمن أيضا ليس من لدن أنفسهم بل بأوامر "إيرانية" عليا.
"صنعاء" وما حولها بلاد لا يوجد فيها حرية وكل ما يقال يأتى بأوامر من "إيران والضاحية الجنوبية، وطبعاً المسألة ليست مسألة تشيع أو موالاة ومحبة لما يسمونه "محور المقاومة" بل توجه نحو التبعية المذلة العمياء للخمينية.
الهدف واضح وهو تزييف الوعي.. ما نراه الآن فى صنعاء من مراكز صيفية وثقافة "حسينية" ورفض للتعايش والسلام، وادعاء القوة ليس سوى أوامر من أسيادهم فى طهران و"غريفيث بريطانيا".
نحن في اليمن عموماً وفي صنعاء ومناطق تواجد مليشيا الحوثي على وجه الخصوص نواجه بلطجة غير مسبوقة فى تاريخ العالم الحديث. إنهم يسرقون بلادنا على المكشوف ويدمرون أجيالنا ويفخخون المستقبل علناً دون خجل بثقافة دخيلة لم نعهدها.
إيران وعبيدها في اليمن يعيثون في اليمن فساداً وخرابا، منذ أن أطلت برأسها بغية إحياء مشروعها الفارسي والانتقامي من كل ما هو عربي مستغلين ضعف اليمن كمؤسسة "رئاسية" ومستغلة حالة الاستعداء والحقد الحزبي، لتنفذ من خلال وهن وعجز منظومة الرئاسة ومستغلة أيضاً عدم اكتراث دول الجوار بمجريات الأحداث في اليمن والعمل على معالجتها والدفع نحو إيجاد يمن قوي لأن ذلك في مصلحته ومصلحتهم، لتطل برأسها وتكشف عن سوئها وخبثها وإجرامها تجاه اليمن وجيرانه منذ ما يقارب خمسة أعوام، و اتوقع ان يزداد شر عبيد إيران في اليمن في ظل استمرار ذات التعامل الخاطئ والتفكير السطحي الذي تديره السعودية ممثلة بالسفير الكارثة آل جابر، وما دام التحالف والعالم يراهن على عاجز كهادي ويغض الطرف عن الخطر الإخواني في اليمن الذي يمضي وفق حساباته الحزبية ومصالحه لا مصلحة اليمن والشعب.
نحن فى أسوأ لحظات تاريخنا وليس لنا سوى مقاومة هذا الوجود النجس الذي تريد "إيران وعبيدها في اليمن" أن يظل جاثما على صدور اليمنيين ومعيقاً لمستقبلهم، وفي ظل عبث الشرعية وخفة التعامل الإقليمي والدولي مع هذا الخطر الوجودي على اليمن والمنطقة علينا أن لا نرتهن لأحد من أجل الخلاص ولا بد أن نستعد للأعظم لأنه قادم لا محالة علينا وعلى دولة السفير آل جابر.