بالمناسبة أحد الأصدقاء (شمالي) الذي تجمعني به علاقة احترام طويلة، يوم أمس بعد حادثة التفجير مباشرة كان يغني ولأول مرة "دقينا العند والعنيد وأحرقنا صواريخكم ذي قلتم مداها بعيد" كان منتشياً بما حدث وإلى جانبه مجموعة من نفس المنطقة يرددون نفس الكلمات، وكنت أنا أشعر بالحزن والألم ولم يحترموا مشاعري..
رغم ذلك لم أحقد عليهم لأنهم ضحايا للنخب والقوى السياسية في الشمال التي تبني وعي الناس هناك وتوهمهم أن أي ضربة أو جريمة تصيب الجنوب هي انتصار للشمال، وان الجنوب ملكهم وما الجنوبيون إلا سكان غرباء!
نحن في الجنوب لسنوات طويلة عانينا من بعض النخب والقوى السياسية التي زيفت وعي الناس وأججت مشاعر الكراهية ضد الشمال، كل الشمال، وحاول بالفترة الأخيرة مجموعة من النشطاء تصحيح هذا الخطأ، لكنهم كلما تقدموا خطوة إلى الأمام نسفت جهودهم تصرفات نشطاء الجهة المقابلة وأعادتهم إلى الوراء خطوات.
مشاعر الكراهية الموجودة على الواقع ليست إلا انعكاساً لأفكار النخب والقوى السياسية التي يسعى من خلالها كل طرف إلى تشويه الآخر وهزيمته.
لن ينتصر أصحاب مشروع عودة دولة الجنوب بمحاربة أصحاب البسطات والتحريض على البسطاء، ولن ينتصر أصحاب مشروع الوحدة بتحقير وتسفيه الآخرين والتحريض عليهم.. لن يزيدنا هذا إلا جحيماً فوق ما نعانيه من جحيم الكراهية.