«لكل إنسان حق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها»؛ المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
حق حرية التعبير قد يقتل كما فعل التحريض الإعلامي المتطرف الذي ينتهجه فرع جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) عبر أدواته الإعلامية وقياداته وناشطيه على منصات التواصل الاجتماعي الذين انتهجوا خطاباً متطرفاً مشوهاً للحزام الأمني والنخب الأمنية التي تشكلت من (المقاومة الجنوبية) التي رفضت حكومة هادي وقيادات جيش (الإصلاح) اللا وطني ضمها في قوامه وفق أسس وطنية وقانونية، كون الحزب يريد أتباعا له ولأيديولوجيته فقط، وهذا ما رفضه ويرفضه الأحرار من رجال المقاومة الجنوبية والوطنية، الأمر الذي جعلهم هدفاً لحملات التشويه والتخوين والتلفيق الذي تديره مطابخ الإخوان وبعلم تام من جلال هادي حتماً.
طيلة ثلاثة أعوام وإعلام الإخوان يشيطن قوات الحزام الأمني والنخب الجنوبية، ملصقاً بهم كل سوء أو تصرف فردي، كما فعل وبفعل مع المؤتمر والمؤتمريين.
ولأن هناك خللا في فهم معنى حرية التغبير أو تعمد عدم الفهم يصّدر الإخوان دوماً الخطاب المشحون بالغل والكراهية ويعمم أي تصرف متشنج بأنه تصرف عام وتوجه مرسوم لتلك القوات التي أحبطت مخططات التنظيم الإخواني، وهدمت حلم (تجار الحرب) من قيادات دولة الإخوان وعلي محسن من السيطرة على جنوب اليمن وتجيير التضحيات العظيمة التي قدمها أبناء المحافظات الجنوبية لصالح التنظيم أو شرعية المخاتلة.
ثلاثة أعوام والنخب الجنوبية والحزام الأمني يذودون بعزة وشجاعة وأصالة اليمني مهما حدثت من تجاوزات فردية، يذودون عن عدن التي أعلنها هادي عاصمة لدولته التي يغيب عنها وتفتقر لأغلب الخدمات الضرورية، ثلاثة أعوام وهم يلاحقون الإرهاب الذي رباه الإخوان ويموله نافذو الإخوان والراعي الرسمي للإخوان (قطر)، ورغم الحرب النفسية التي يشنها الإخوان ضد الحزام الأمني والنخب، إلا انهم لم يلتفتوا لترهات الفاشلين ومضوا يطهرون أرض الجنوب اليمني من دنس الإرهاب وفكر الإخوان.
ثلاثة أعوام من المعارك الكلامية والشيطنة الإخوانية، ما كان لها أن تحقق الهدف المنشود، لذا تم الانتقال من التحريض إلى التفجير والهجوم، تزاوج مرحلي بين قطبي الإرهاب شمالاً (الحوثي، الإصلاح) برعاية ودعم ايراقطري، أثمر عن هجمات منسقة أزهقت وسفكت أرواحاً ودماء طاهرة، ليرقص الإرهاب فرحاً ويتبادل ناشطو الإصلاح والحوثيين التهاني والتبريكات على ما ارتكبوه.. متناسين أن الصاع سيرد، وكل قطرة دم ستنبت ألف حر، وأن عدن التي احتضنت الفارين من بطش الإمامة في منتصف القرن الماضي، وأعادتهم ثواراً عام 1962 وقدم رجال الضالع وردفان المساندة، آنذاك، هي ذاتها عدن التي تحتضن أبناء الشمال الفارين من بطش الحوثي وإرهاب الإخوان، وسوف يعودون ثواراً فاتحين منتصرين في القريب العاجل، فما يجمع الأحرار أكثر مما يفرقهم، ومن تبكيه عدن والضالع اليوم سيأخذ بعزائه غدا في صنعاء وتعز ومارب، وكما كان دم الزعيم خلاصاً للساحل الغربي وما بعده بإذن الله وصولا إلى صعدة، سيكون دم الشهيد منير اليافعي خلاصاً لليمن من فكر الإرهاب المزدوج بشقيه (الشيعي، الإخواني).