ثقافة الكراهية ومنشورات التحريض التي لم تع بعد أن الوطن لم يعد فقط بكف عفريت بل أصبح في حفلة عفاريت.
متي نكتفي من الحقد والكراهية واللعن ليل نهار، ومتى نتوقف عن التحريض شمالاً وجنوباً، ضد المكونات التي تختلف معنا أكانت سياسية أم عسكرية أم أمنية، لماذا لا نبحث عن قاعدة عمل مشترك وما يجمع أكثر مما يفرق ألا وهو الوطن والشعب.
إلى متى نهلل لسفك الدم اليمني شمالاً وجنوباً ونفرح لكل جرح يفتح ولا نريد إغلاقه، ثم نذهب في غيبوبة من التباكي الكاذب والإنسانية المفقودة أصلاً، إلى متى؟؟
منذ أكثر من عشر سنوات "2007" وحتى اليوم والملاحظ أن قنوات وناشتي الإصلاح خصوصا وقنوات وناشتي الأحزاب والمكونات الأخرى شمالاً وجنوباً، لا عمل لها غير التحريض والحقد.. والدعاء بالويل والثبور.
أسأل كل من تداعى أو شد على أيدي هؤلاء المجرمين، هل تحمل دم أي يمني قتل بسبب هذا التحريض؟ وهل تتحمل في عنقك أي لحظة قهر وعذاب لأي فرد بسبب حقدك البغيض المتمثل في كتابات ومنشورات وكلمات تلقيها ولا تعرف ما مآلها؟؟
أين سوف تنتهي دورة الكراهية.. وكرتها المتدحرجة بلهب الحقد الذي تغذيه جماعات الإسلام السياسي سوى بثقافة الموت والاستعلائية ومنطق الاصطفاء في (صنعاء) الحوثية، وبالتأكيد ليست صنعاء الشعب الطيب والقلوب الرحيمة، أو ثقافة الإقصاء والحقد ونزعة الإرهاب الإخواني؟؟
أين سوف ننتهي بهذا الغل الأسود الذي يخرج من الأفواه في شمال الوطن وجنوبه، ومن نخبه ومثقفيه، لينادي: بإقصاء المختلف وقتل من لم يكن في ذات الدائرة، والاعتداء على كرامته وحقوقه وإنسانيته..
وبعد كل هذه الخطابات والثقافة التحريضية القاتلة من جماعات الإسلام السياسي بشقيه (الشيعي، الإخواني) أين سوف ننتهي؟؟
هل لوضع كارثي أكثر مما نحن عليه اليوم؟! أم سوف تنتهي بالفنى والموت لنا جميعاً؟!
أشعر بالقرف من الاعلام الإخواني والحوثي الحاقد، وأشعر بالأسى للسذاجة أو القهر التي تدفع بعض اليمنيين في شمال الوطن وجنوبه لأتباع ذاك الخطاب الحاقد المريض ويسيء بعضهم للآخر، وكأنها حفلة شيطان، يريد أن يشرب من أضحيات بشرية، ولكنه تخفى بلباس الدين هذه المرة، بل مثل كل مرة حقد مصبوغ بالدين، وأضيف له الحقد السياسي الإخواني الذي يمضي بفكر شيطاني لعين تدميراً وإرهاباً ضد كل بقعة ومجتمع يرفضه.
وقبل أن تسألني عن الآخر أقول المجرم هو مجرم باسمه وليس باسم منطقة أو مذهب، وما يحدث في عدن أمر أنكأ جراحا كثيرة، عدن التي نالها الكثير على يد النافذين شمالاً وجنوباً، وغطى جمالها الحقد عليها من كل حدب وصوب سواء من الجماعات الإسلامية المتطرفة أو من شخصيات نافذة جهوية وقبلية، ومن بين تلك المآسي بالطبع ما فعله هادي وشلته، ورغم ذلك تحتضن عدن الجميع حتى من قتلوها على امتداد التاريخ منذ 1994 وحتى اليوم، سواء كانوا من أبنائها أو من مختلف مناطق اليمن، لم ترفض عدن أي قادم إليها، ما دام ملتزماً بأمنها وخصوصيتها، ومهما كان هناك تجاوز من "س" أو "ص"، فهذا لا يعطي الحق في التحريض أو التعميم، وكما نرفض أن يتم وصف كل من في الشمال بأنهم حوثة، لا نقبل بوصف كل أبناء المحافظات الجنوبية بأنهم عنصريون وقتلة، فقط نرفض كل عمل لا يحترم حرية الآخر وقانونية تلك الحرية، ونرفض كل فعل يتنافى مع الأخلاق والقيم الإنسانية.. وما دون ذلك نؤمن بأن كل منطقة لها الحق في اختيار وتقرير الطريقة التي تناسبها حكماً وأمناً، ويبقى الإخاء وتدوم المحبة على ضوء ذلك.
وفي الختام.. حفظ الله عدن وصنعاء وكل شبر في بلادنا، وجنبه شرور الفتن وحقد وإرهاب جماعات الإسلام السياسي، اللهم إني أبرأ لك من كل والغ في دم أي إنسان بلا ذنب ولا جريرة. علينا بالابتعاد عن الفتنة والتحريض لنعيش أخوة متحابين، ولنكن حمامة سلام لا غراب فتنة وشقاق.. كن إيجابياً في تعليقاتك، مصلحاً بين الناس، داعياً إلى الخير والسلام.. فكم من تعليق مسيء ومنشور تحريضي تسبب بإيقاظ الفتنة وقتل العشرات من الأبرياء، فقط إرضاء لحقد حزبي أو فئوي وتنفيذاً لمخططات وأجندة خارجية مدفوعة الأجر.