عبدالعليم صائم الدهر

عبدالعليم صائم الدهر

تابعنى على

رحلة في الساحل الغربي

Tuesday 06 August 2019 الساعة 07:29 pm

في صباح يوم ماطر بهيج استهواني للخروج من المخا.. وكانت وجهتي جنوباً باتجاه واحجة.

وأثناء مروري بالطريق (المخا - عدن) استوقفتني أمور عدة.. استهواني فضولي للاستفسار والسؤال حولها منها:

رأيت سيارات تحمل بعض الصيادين من ابناء المخا متوجهة نحو واحجة والكدحة وذوباب.. حتى باب المندب بهدف الاصطياد من البحر المطلة عليه تلك المناطق.

فسألت بعض الصيادين: لماذا لا تصطادون من بحر المخا المطلة عليه وتكفون عناء السفر إلى تلك المناطق؟

ففوجئت بإجابات مختلفة، منها أخبرني أحد الصيادين ذو لحية شمطاء (الشعرالمخلوط بين السواء والبياض): السبب الإمارات!

استغربت سألته وما دخل الإمارات في هذا الأمر؟

فرد: الإمارات هي من منعت الاصطياد في بحرنا المقابل للمخا!!

فسألت: طيب ولماذا تمنع الإمارات الاصطياد في بحر المخا؟؟

فهمس لي في أذني بعد أن تلفت يمينا ويسارا: منعت بهدف أن تمنعنا من مصدر رزقنا من الصيد حتى نضطر للتجنيد في قوات التحالف لنضمن مصدر رزق آخر لأولادنا. ومن لم يتجند يموت جوعاً هو وأسرته!!

وأثناء حديثي مع هذا الصياد، إذا بصياد يشتاط غضبا ويقفز من فوق سيارة الصيادين ويصيح: يكفي بهتانا وكذبا على الإمارات.. أنا لست مع الإمارات، ولست أدافع عنها. ويشهد الله أنه ما معي شيء منها، ولكن من باب قول الحق، عندما ذهبنا إلى ممثلي القوات الإماراتية بالميناء، وطلبنا منهم السماح لنا بالاصطياد بالبحر، ولماذا يمنعونا من نزول البحر لنجلب رزقنا ورزق أولادنا.. كان ردهم مقنعا وأسباب المنع أيضا مقنعة. (ملاحظة: كان منع الصيادين من الاصطياد ليس على المخا بل على عدة مناطق وتم السماح لهم تدريجيا بالنزول للصيد). والسبب حفاظاً على سلامتنا من الألغام البحرية التي زرعت بالميناء ومحيطها بمئات الأميال حول الميناء.. وهم يخافون علينا من الاصطدام بها.

السبب الثاني، وهو خوف الإمارات أن تستغل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران السماح للصيادين نزول البحر في بحر المخا، ويقومون بالتسلل وتقمص أنهم صيادون ويركبون قوارب مصممة خصيصا لأعمال إرهابية وتقوم بالتفجير في الميناء ورصيفها بل وفي الصيادين أنفسهم..

ومع ذلك نرجو من الإخوة في التحالف أن يقوموا بتنظيف المنطقة من الألغام. وأن تحدد لنا مساحات في بحر المخا للاصطياد فيها، وأن تحدد مساحات تكون تابعة للميناء في البحر تمنع الاصطياد فيها لقربها من الميناء.

 

الشيء الثاني الذي استوقفني في الطريق، وهو أنني لاقيت نازحين أفارقة يأتون من البحر عبر صنابيق أو قوارب تلقي بهم إلى البر، ومن ثم ترى أعدادا كثيرة تمشي في مجموعات باتجاه الجنوب.

وعندما سألت عن هذا الأمر، أجابني أناس كانوا في الخط. فكانت الإجابة ملفتة للنظر. وهي انهم يشاهدون هؤلاء الافارقة يوميا يأتون ويسيرون على الأقدام باتجاه عدن..

وهناك من يصل إلى عدن.. وهناك من يموت في الطريق نتيجة السير قدما بمحاذاة الطريق!

فقلت لهم مش معقول. لو فرضنا جدلا انه يوجد مهربون لهؤلاء الافارقة يقومون بايصالهم إلى بر اليمن سواء عصابات كما هو الحال في بعض الدول الافريقية المقابلة لاوروبا فهذا جائر.

لكن يمرون إلى عدن. اين الحزام الأمني، واين النقاط الأمنية التي يمرون بجانبها إلى عدن.. لماذا لا يقومون باحتجازهم، لان دخولهم غير شرعي إلى اليمن؟

واذا كانوا نازحين وفارين من الحرب في بلادهم فلماذا لا يضعونهم في مخيمات تابعة للأمم المتحدة؟

اما ان تترك هذه القضية بدون ضبط.. ويجعلون هؤلاء الافارقة ينخرطون في المجتمع في عدن دون ضوابط. من يضمن ان لا يقعوا في يد عصابات أو جماعات إرهابية تستغل ظروفهم القاسية وينفذون من خلالهم بعض الاعمال غير الأخلاقية أو تنفيذ أعمال إرهابية وتجنيدهم؟؟

ومن يضمن أن لا يصلوا إلى مناطق سيطرة الحوثي فيستغلهم في جبهات المواجهات مع الشرعية..

الواجب على الشرعية وأحزمتها الأمنية في الساحل الغربي ومحافظة عدن أن تضع هذا الأمر في عين الاعتبار.

...يتبع