يتملك القهر والإحساس بالانتكاسة كلاً من قيادات صنعاء والدوحة وطهران جراء الفشل الذريع الذي لحق بمخطط الإخوان في عدن على يد قوات المجلس الانتقالي، الذي استطاع إحكام سيطرته خلال ثلاثة أيام من المواجهات الدامية مع قوات الحماية الرئاسية (المؤدلجة إخوانياً)، ثلاثة أيام لفظت فيها عدن الشرعية الإخوانية ومخططات الشر والإرهاب التي حيكت بتوافق حوثي - إخواني كأدوات في الداخل للمشغل الخارجي (ايران وقطر) تنسيق بلغ مداه في الحقد على اليمن واليمنيين الراغبين في إقامة دولة مواطنة وشراكة عادلة ومتساوية وندية تتعارض كلياً مع ما يريده الحوثي والإصلاح من ملشنة وانتقام وأحقاد وكهنوت ديني.
خلال ثلاثة أيام قدمت قطر دعماً إعلاميا لا محدود عبر قناة الجزيرة والصحف والمواقع الالكترونية التابعة لها وفبركت ودلست بشكل فظيع اعتادت عليه، وساندت الإخوان في معركتهم المهمة في عدن، أما الحوثيين فقد حال بينهم وبين عدن رجال الله والوطن في كل جبهة رغم أنهم ما كانوا ليدخروا جهداً إرهابياً ودموياً لمساندة الإصلاح وذلك كله وفق توجيهات الممول الإيراني القطري.
بعد النكسة خرجت أبواق الإخوان المتطرفة تدعوا بكل وضوح لإعلان تحالف مع الحوثيين لاستعادة عدن، رغم أن عدن جمهورية ولم يتم خطفها كما صنعاء العاصمة التي كان يفترض أن الإصلاح قد وصل إليه بعد أربع سنوات من القتال والدعم العربي لولا أن الفساد والخيانة التي عُرف بها الإخوانيين وقفت حائلا أمام ذلك، وبالأمس طار محمد عبدالسلام إلى طهران لأداء فروض الذل والطاعة، ولعله تم استدعائه الى هناك ليناقش مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ما يمكن تقديمه (للشرعية الإخوانية) من دعم للانتقام من عدن وأهلها خصوصاً ومن جنوب اليمن بشكل عام، ولعرض الملفات التي يمكن التنسيق فيها مع الإصلاح، وهذا ما يفسر أيضا زيارة ظريف العاجلة للدوحة.. فهل سيثمر التنسيق الإيراني القطري عن مخططات عابثة مدمرة وقاتلة يأمرون بها (الشقاة) أتباعهم (الحوثيين والإصلاحيين والقاعدة وداعش) في اليمن لتنفيذها ضد قوات المجلس الانتقالي؟
أم سنرى تصعيداً غير مسبوق في الساحل الغربي كباكورة لهذه اللقاءات؟!