بحسابات "الإخوان": بدأ الرئيس "علي عبد الله صالح" بالفساد والاستبداد.. عندما اختلف مع الشيخ "حميد الأحمر"، وبدأت "الإمارات العربية المتحدة" بالعدوان على اليمن، واحتلال سواحله وجزره.. عندما اختلفت مع قطر!
قبلها، كان صالح هو "الرئيس الصالح" و"القوي الأمين"، وكانت الإمارات رمزاً للأخوة والنزاهة والكرم، ومن أنبل القوى الخيرة التي اجتباها الله لتحرير اليمن وإنقاذ اليمنيين.
كان هذا في بداية هذه الحرب، قبل سنوات قليلة، وبإشارة من الرياض، لكن وبمجرد إشارة من الدوحة، انقلبت مواقفهم تجاه الإمارات إلى النقيض، فتحولت "إمارات الخير" فجأةً إلى "إمارات الشر"، التي تهدد وحدة وسيادة اليمن وسلامة أراضيه!
قبل أشهر عادت الإمارات "إمارات الخير" مجدداً، ودشنوا لها -كمناورة خاصة، وربما بإشارة من الخارج- تظاهرة حاشدة في تعز ترفع صور حكام الإمارات في جوٍّ مفعم بالامتنان والعرفان.
مؤخراً، قبل أسابيع، وبإشارة من قطر، "عادت حليمة إلى عادتها القديمة"، فدسوا أنوفهم في قضية عائلية لبعض حكام الإمارات، ودشنوا حملة للتهكم من الحاكم الإماراتي، كشخص غبي ضعيف فاشل حتى في شئونه الأسرية!
اليوم، على العكس تماماً، يصورونه شيطاناً مريداً على كل شرٍّ قدير، وبعد أيام سيعود ملاكاً خيراً، وبعد أسابيع سيتحول إلى كائن آخر مختلف.. ولا شك أن الصورة ستتغير مراراً وتكراراً خلال الأشهر والأعوام القادمة.. وهكذا.. في تقلبات دائمة تجلب الدوار.!
المشكلة أن إخوان اليمن يريدون من الآخرين أن يتحركوا وراء بوصلتهم، بينما بوصلتهم المجنونة هذه لا تستقر وفق مبدأ وطني ثابت، ولا تتحرك تبعاً لمصلحة وطنية آنية متغيرة!
هذه البوصلة ليست فقط بوصلة انتهازية تخدم المصالح الأنانية لأصحابها، فواقع الحال أن الإخوان خسروا الكثير، وعلى وشك خسارة كل شيء في اليمن، بسبب هذا التقلب والتلون والتناقض والتذبذب واللف والدوران..
هذه البوصلة غبية أيضاً، وتخدم مقابل مصالح آنية عابرة، إما مصلحة الجماعة الأم على حساب مصلحة جماعتهم الفرع، أو مصلحة رعاة دوليين كقطر وتركيا على حساب المصالح الوطنية الدائمة لهم ولليمن!
في الحالتين وحالات كثيرة أخرى، هي تعبر عن واقع جماعتهم كقفاز لقوى أخرى، وذيل لا يعتدل، ولا يتوقف عن الاهتزاز تبعاً لأطراف محلية وإقليمية لها مصالح مرنة متقاطعة متضاربة متغيرة.. وكل يوم وهي وهم في شأن!