أتساءل دائماً، وأتحدث مع نفسي، عن الكثير من المواقف التي يتبناها بعض المؤتمريين، وبالتحديد بعض "العفاشيين" حول مجريات الأحداث على الساحة الوطنية، واندفاعهم في أحيان كثيرة لتبني مواقف غريبة فعلاً، وأردد بيني وبين نفسي، ياترى هل قام العفاشيون بمقارنة إيجابيات مواقفهم وعلاقاتهم وتبنيهم لنفس المراقف أحياناً) مع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، حزب الإصلاح؟ وهل قارنوا بما يقابلها من السلبية؟ وهل فكروا مثلا من الطرف المستفيد أکثر من الآخر في هذه العلاقات والتبني الأعمى لبعض المواقف التي يدغدغ بها الإصلاح مشاعرهم، وله في الحقيقة مآرب أخرى؟
بقناعتي وبکل تواضع أنا واثق من أن المؤتمريين خصوصاً وكثيراً من الناشطين والكتّاب يتهربون من توجيه هذين السؤالين لأنفسهم، لأنهم يعلمون إجابتهما الدامغة ويعلمون بأن الإصلاح کان ولا يزال هو المستفيد والرابح الاکبر من وراء ترويجه وتحشيده لشعارات وطنية وخوفه المصطنع تجاه "الوحدة"، ولئن کانت هناك ضرورة وحاجة ماسة لکي يقوم المؤتمريون والمستقلون من المثقفين والناشطين، فستكون النتيجة حتماً هي القطيعة مع الإخوان والابتعاد عن كل ما يشيرون عليه أو يروجون عنه، لأن كل ما يصدر عنهم هو نابع من مصالحهم الضيقة فقط.
ولهذا كم هو مؤسف أن نرى هذه التبعية العمياء للحملات التشويهية التي يقوم بها الإخوان المسلمون ضد المحافظات الجنوبية بدعوى الوحدة، ونرى العفافيش يتيهون في تبعيتهم لهذا الخطاب الإخواني، ويغفلون أن الإخوان هم مصدر السوء، وأس البلوة التي نفرت بعض الجنوبيين من الوحدة بسبب ما قامت به هذه الجماعة وما ارتكبه نافذوها ضد الجنوب والجنوبيين.
كم أتمنى أن لا ينخدع المؤتمريون أكثر في شعارات أي جماعة إسلامية تتشدق بالوطن، فالواقع أثبت كذب المتأسلمين وزيف ما يدعون إليه، وعليهم أن يتذكروا أن الإصلاح عدو الدولة مهما تمنطق باسمها، فهو من أباح احتلال المعسكرات ومحاصرتها، وهو من حرك قطعانه لتعطيل مؤسسات الدولة في 2011، وهو الحزب الذي بلغ حقده على الدولة والنظام والمؤسسات الحكومية لدرجة تنفيذه اغتيال الشهيد الزعيم في جامع الرئاسة، والإخوان هم ذات القاعدة الشعبية التي رقصت وغنت وفرحت بإحراق الزعيم.
أيها المؤتمريون وخاصة العفاشيين، عليكم أن تدركوا أنكم في وضع يؤهلكم بأن تعيدوا نصاب الأمر كونكم عددا كبيرا، ناشطين ومثقفين، يفترض لكم رؤيتكم الوطنية التي تجرف وهم الإخوان وتدليسهم، وزيف الحوثيين وخرافاتهم، فلماذا تصرون إلا أن تكونوا تابعين؟!
ما يحدث من انسياق خلف توجهات الإخوان شيء مؤسف، وإن كنتم تخافون على منجز الوحدة، كما كان يخاف عليه الزعيم فصححوا مسارها، وأول الخطوات بجعل هذه الجماعة منبوذة وتطهير الوحدة من الأدران التي لطخها بها الإصلاح، وتأملوا فيما جرى سابقاً ستجدون أن هادي والإصلاح من حوله وخلال خمس سنوات من عمر الحرب قد قاموا بكل ما يكرس الانفصال ليس عن الجنوب فقط بل الانفصال بين المدينة الواحدة، وإذا أردتم معرفة مدى حقد الإصلاح تجاه المؤتمر انظروا لما عملوه في تعز ولاحظوا حملاتهم ضد العميد طارق، فكراهيتهم له ليس لأنه قوة تكشف عورتهم فقط، بل لأنه عفاشي!!
ادخلوا صفحات ناشطي الإصلاح ستجدون حقدهم ضد العفاشيين لا نهاية له، ولأنهم انعكاس صريح لقياداتهم تجدونهم مستعدين للتصالح مع الحوثي والتحالف مع الشيطان شرط أن يكون ذلك ضد المؤتمر عموماً والعفاشيين خصوصاً.
للأسف ما يقوم به البعض يؤكد أن بعض هذه الفئة (العفاشيين) لا يريدون أن تستفيدوا من دروس وعبر الماضي التي أثبتت أن الإصلاح أشبه بالضبع، والضبع من الحيوانات المتوحشة التي لا يمکن تدجينها ويستحيل عليه أن يتخلى عن طباعه الأساسية.