ليست من عادتي أن أكتب بطريقة مناطقية أو مذهبية، ولكن لا بأس إن كان في ذلك توضيح حقائق يطمسها زيف المتنطعين، وغيبوها عن الشعب المخدوع في هكذا جماعات وشخصيات.
أولاً، لن تجد سلطة حاكمة في بلد ما، أو شرعية معينة شعبا صبورا طيبا ومسكينا كما شعبنا اليمني، وبالمقابل لن يجد شعب ما من شعوب الأرض نكرانا وجحودا من الساسة والسلطة كما يجده شعبنا اليمني طيلة حياته باستثناء بعض الفترات السعيدة التي سرعان ما اغتالها المتخاصمون.
ثانياً، لن يجد شعبنا أجبن وأخبث من جماعة الإخوان المسلمين التي تتاجر بأناته وجراحاته ومأساته، وتدعي الزهد وتتباكى في كل محفل لأجله، ولن يتعرض شعب للتضليل والكذب والتزييف كما يتعرض له شعبنا على يد الجماعة، وبالمقابل لن يستطيع أحد في الكون أن يجيد النفاق والرغبة في تشويه الآخر وسرقة جهوده كما يجيد الإخوان ذلك، فعلى سبيل المثال، قدم أبناء المحافظات الجنوبية خصوصاً الضالع وشبوه مثالاً عظيماً في التضحية والشجاعة والفداء، وفي سبيل تخليص أرضهم من الحوثي نبذوا كل خلافاتهم وتخلوا عن حزبيتهم لصالح هدف أساسي هو الحرية، فما كان من الإخوان إلا أن عمدوا لتشويه الجنوبيين وخططوا لسرقة هذا الانتصار باسم الشرعية وزرعوا الخلايا الإرهابية لتشويه الأحزمة الأمنية والنخب التي دكت الإرهاب، وعندما فشل الإخوان في ذلك ورأوا ازدياد شعبية الانتقالي وقوة الحزام والنخب عمدوا لتفجير الوضع عسكرياً في عدن وأبين وشبوه ورغم انكسارهم إلا انهم دغدغوا مشاعر البسطاء باسم الوحدة فحققوا بذلك التفافا طارئا انكشف سريعا وتظهر الحقيقة بأنهم أول خنجر طعنت الوحدة به وما زالت تنزف لليوم.
ثالثاً، أثبت السلفيون أنهم مقاتلون لأجل الثوابت المتفق عليها ويجمع عليها اليمنيون، بعيداً عن السياسة والحقد والصراع الحزبي، فحققوا بذلك نجاحات مشهودة وصلوا عبر العمالقة إلى وسط الحديدة، وعلى تخوم صعدة، وهذا ما لم يرق للإخوان (جيش علي محسن) الذين كما قلنا يحقدون على كل من لا ينتمي للجماعة، ويفشلون كل نجاح كما حدث في معركة الساحل التي جن جنونهم أكثر من الحوثيين، وضغطوا بقوة على الشرعية للقبول باتفاق ستوكهولم المخيب للآمال، وكل ذلك حقداً على القوات المشتركة، وخوفاً من أن تصبح جماعة الإخوان المتخاذلة هدفاً للتقييم والمحاسبة. وفي آخر تجليات الخيانة الإخوانية والخذلان ما حدث للواء الوحدة في كتاف، لواء الوحدة غالبية مقاتليه من السلفيين، وكان قد حقق تقدماً مشهوداً له في منطقة كتاف المعروف بشدة وعورتها وطبيعتها الجغرافية الصعبة إلا أنها لانت أمام الإرادة الصلبة للمقاتلين هناك، فما كان من الإخوان إلا بيعهم والتضحية بهم وتقديمهم لقمة سائغة للحوثيين، بناءً على اتفاق إخواني حوثي يقضي بأن أمان صعدة مرتبط بمأرب.
وبالمجمل فإن الإخوان سوء وتاريخ مليئ بالمساوئ، ابتليت بهم اليمن كما ابتلي بهم الدين نفسه.