صلاح السقلدي

صلاح السقلدي

تابعنى على

قناع الإنسانية المزيف للشرعية

Monday 02 September 2019 الساعة 11:27 am

منذ 24 ساعة مضت قامت الدنيا ولم تقعد بوسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية بشأن خبر استهداف طائرات التحالف لسجن في محافظة ذمار -قيل إن العشرات سقطوا قتلى جرّاءه– إلّا سلطة الفنادق اليمنية فهي الوحيدة التي لم تقم ولم تقعد ولم ينبس من مسئوليها ببنت شفة –حتى اللحظة-.

فهي تمتلك إنسانية عوراء، ترى ما تريد أن تراه بوضوح، وتعشى هذه العين حين لا تريد أن تراه ويراها العالم على حقيقتها.

وبصرف النظر عن صحة خبر هذا الاستهداف وعدد الضحايا من عدمه، إلّا أن هذا أماط اللثام عن أمر مهم.

فهذا الصمت لهذه السلطة يعريها تماماً أمام العالم، ويطيح أرضاً بقناع الإنسانية المزيف عن وجهها والذي تخفي خلفه حسابات حزبية محضة.. يعريها ليس لكونها فقط سُلطة مسلوبة الإرادة والقرار وقابلة للمذلة والمسكنة، ولا تأبه بغير شخوصها وأتباعها حتى لو تعلق الأمر بقتل نصف شعبها، بل لكونها أيضا تتاجر بحقوق المواطنين بحسب أهوائها السياسية وبصورة انتقائية ولحسابات سياسية محضة، وبخطاب ديماغوجي مضلل في جُــل -إن لم نقل- كُل ما تتحدث عنه، ومستعدة أن تصمت عن فظائع وانتهاكات مريعة حين لا يمس حساباتها الحزبية والسياسية ولا ينال من مكاسبها المادية ولا يطاول أرواح رموزها وعناصرها.

لا نطالب هذه السلط القابعة في فنادقها الفارهة أن تدين ما حدث في ذمار، ولا نطالب وزارة حقوق الإنسان التابعة لها -هذه الوزارة الفلتة- بأن تغضب وتثور لمصير الضحايا كما تتقمص ذلك الغضب والحُـمية بكثر من الحالات الافتراضية، فهي لن تفعل هذا في واقعة ذمار أبداً لأسباب نعرفها جيداً، ولمصالح ندركها جيداً –كما لم تفعل في حالات مروعة سابقة- كقصف صالة العزاء في صنعاء-، ولكن نطالب أن تصدر بياناً، ولو على استحياء، يطالب التحالف بتوضيح شفاف حول ما حدث في ذمار.

وهو الأمر الذي نستبعد حدوثه بشكل صريح، وإن حدث فسيكون بعد الاستئذان والتوسل من التحالف لإسقاط واجب، والتملص من الخزوة.

*من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)