يا رب اشهد عليهم، يختبئون خلف دينك ويسفكون الدماء ويبيحونها، أكيد يا رب أنت تعرفهم، هم الإخوان في اليمن وشلة علماء الزنداني، كل مرة يا رب فتوى تبيح ما حرمته أنت، وتسفك دماء عصمها دينك، وينتهكون حرمات حذرت منها، وفوق هذا يقولون لنا إنهم قوامون على دينك، آمرين بشرعك، ووكلاء لك في أرضك!!
يا رب أنت تعرف أننا ما عدنا نصدقهم، ولا أحد يتقبلهم، فهل بقاؤهم هو امتحان لصبرنا، وابتلاء منك لنا لتمحصنا؟
في 1994 أصدروا فتوى التكفير والاستباحة لجنوب الوطن، واتهموهم بالكفر، ورجعوا ينكرون ويحلفون أنهم ما أفتوا بقتل أبناء المحافظات الجنوبية، ونكرانهم ليس من إحساسهم بالذنب والفضيحة لأنهم تدثروا بالدين، لا.. بل بسبب أن مصلحتهم كانت تفرض عليهم أن يتنكروا لماضيهم الدموي.
لم يتعلموا أبداً رغم السنوات التي جلدهم فيها الشعب بسبب تلك الفتوى، وما زال الإخوان في اليمن "إخوان علي محسن والزنداني" يمارسون نفس الأخطاء التي جعلتهم في الحضيض، ويفصلون الدين وفق أهوائهم ومصلحة تنظيمهم، وكأن الآية القرآنية تعنيهم: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
ندرك، بما لا يدع مجالاً للشك، أنهم خلقوا للجدال ويحبون المغالطة، ويعشقون الكذب حد الثمالة، ونفهم أن تلك الصفات هي صفات "المنافقين" خصوصاً حين نضيف عليها فجور الخصومة التي يبرعون فيها بقوة، وبالرغم من ذلك يقولوا إنهم علماء دين!! والدين هو دين الإخاء والمحبة والقبول بالآخر والتسامح والتعايش، هو دين سمح لا يجبر أحداً على اتباع أحد بالقوة، وإلا ما كانت نزلت الآية: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).
فتوى دم جديدة، وجهاد منحرف وشاذ نراه يلوح في الأفق بعد هذه الفتوى الشاذة التي أصدرها شذاذ الآفاق ومتطرفو العصر، وعندما ينكسرون ويؤنبهم العالم وتتعارض هذه الفتوى مع مصالحهم المستقبلية لاحقاً، إن كان سيبقى لهم مستقبل، سوف يتنصلون عنها ويحلفون الأيمان بأنهم لم يقصدوا استباحة دم، وإنما درء فتنة!! خصوصاً وأنهم يقولون إن الخروج عن الوالي "فتنة" وجرم لا يغتفر، متناسين أنهم هم من خرج في 2011 وخربوا البلد، وهم من نادوا بحصار المعسكرات واستهداف مؤسسات الدولة، وقام كبيرهم بمنح المغرر بهم "براءة اختراع الفوضى"، لكنهم سرعان ما يغيرون مواقفهم ويبدلون جلودهم، وكأن الآية: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)، تقصدهم هم لا سواهم.
يا رب، إننا نثق بعدلك، ونؤمن بك حق الإيمان الصادق لا كإيمان الإخوان، ونثق أنك تمهل ولا تهمل، وسوف تجعل نهايتهم وخيمة، ليتجلى في تلك النهاية جبروتك، ووعدك الصادق بحماية وحفظ دينك، فكن يا رب مع اليمنيين ضد الإخوان، واحفظ اليمن من شرهم وإرهابهم، وأرسل عليهم رجالك الصادقين من الأوفياء والنخب التي نكست راياتهم ودكت كبرياءهم، فأنت أعلم وأخبر بهم وبما يفسدون.