د. عبدالله مبارك الغيثي

د. عبدالله مبارك الغيثي

تابعنى على

استحواذ (الإصلاح) على الشرعية سبب فشلها

Wednesday 04 September 2019 الساعة 10:55 am

بيد أن موسم الفتاوى الشرعية على الأبواب. ونظرية الحرب العادلة ابتدعتها الكنيسة المسيحية في عام 362 ميلادية، لإقناع أتباعها بالالتحاق بجيش الإمبراطورية الرومانية والقتال في صفوفه.

وهذه النظرية كانت بمثابة فتوى دينية لا تختلف عن فتوى اليوم التي تصدر بين الحين والآخر في اليمن.

ولذلك فإن فصل الدين عن الحروب اليمنية الأهلية ضرورة لمصلحة الدين واليمن... كفاية فتاوى.

كما أن التجييش برجال القبائل على المدن اليمنية، لمعاقبة ساكنيها، عقاب جماعي، ظاهرة لم يعد لها وجود في العالم إلا في اليمن.

ونقطة ضعف تنظيم الإخوان المسلمين (الإصلاح) أنه لا يقبل شراكة في الحكومة، إلا مع نفسه فقط، لأنه لا يثق بإسلام ووطنية سواه!

فبعد أن قفز الإصلاح على "ثورة" 11 فبراير 2011 عمل على أن يكون الوريث الحصري لعلي عبدالله صالح ومؤتمره الشعبي، وعندما دخل الحوثي على الخط عمل الإصلاح على أن يكون الوريث الحصري للشرعية (وتكون له عدن عوضا عن صنعاء) وفقا لقاعدة ما لا يدرك كله لا يترك كله، فاستولى على مفاصل حكومة الشرعية الداخلية والخارجية المدنية والعسكرية حتى بدا واضحا للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي المناصرة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، أن الإصلاح في الواقع هو اللون السياسي والأيديولوجي الغالب على الشرعية، فبدأت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تخفف من تأييدها لحكومة الشرعية وإصدار قرارات تخفف من القرار 2216 الذي كان لصالح شرعية الرئيس هادي 100%.

باختصار، الإصلاح يتحمل نصيب الأسد من أسباب فشل الشرعية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

وعندما لا تجد من يدافع عن الحزب المسيطر على الحكومة سوى أعضاء الحزب نفسه، فاعلم أن الحزب وحكومته إلى نهاية غير سارة وغير مشرفة.

إن علاقة الحاكم بالمحكوم أهم من علاقة الحاكم بخالقه، المواطن سوف يحاسب على عمله في الدنيا وليس على أفعال الحاكم.. إلا إذا سلمنا أن المسلمين في الدول غير الإسلامية سوف يحسبون على سلوكيات حكومات الدول التي يعيشون فيها.

الحوار وحقن الدماء عين العقل والصواب، ولكن للمرة الثالثة (و على غير العادة) تكرر المملكة العربية السعودية دعوة حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي للحوار في جدة، وحتى اللحظة لا تظهر أي مؤشرات على قرب انعقاد هذه المحادثات أو المفاوضات مما دفع بالبعض إلى التساؤل حول مدى صبر الحكومة السعودية على تجاهل دعوتها للحوار التي عززتها مؤخرا بتأييد وزير الخارجية الأمريكية للدعوة، ولا كأن ثعيلان أكل دجاج القرية!

لهذا يبدو أن حوار جدة لن يبدأ إلا بعد نهاية المعركة الثانية بين الطرفين إما على مشارف عدن وإما على مشارف عتق.

ختاماً.. الدبور يلاحق الناس في هذا العالم كله إلا في اليمن الناس تلاحق الدبور ملاحقة القط للفار.

اللهم احقن دماء اليمنيين بالقناعة من المال العام والمال الخاص.

*جمعه (نيوزيمن) من منشورات للكاتب على صفحته في (الفيسبوك)