الانزعاج الذي بدا واضحاً على حكومة معين عبدالملك والموالين لها وهي تشاهد حشود عدن أمس كان أكثر صخباً وأشد غضباً لها منذ شهور، ولا نقول فقط منذ أسابيع حين فقدت هذه الحكومة السيطرة على عدن.
ليس لأن الحشود الجنوبية كانت كبيرة في عدن وفوق ما كان متوقعاً لها -قياسا بالظروف المعيشية الصعبة للناس والمخاوف الأمنية-، بل لأن ثمة حشدا جنوبيا موازيا في حاضرة محافظة حضرموت" المكلا" كان يتم في ذات اللحظة، وهو الأمر الذي ترى فيه تلك الحكومة -ونرى معها أيضاً- أن له مدلولاً سياسياً عميقاً، يفشل معه مشاريع طمس القضية الجنوبية بممحاة اسمها: مشروع دولة الستة الأقاليم.
ولامتصاص هذا الغضب الحكومي المشوب بالابتزاز، عمدت السعودية إلى ذات الأسلوب الذي اتبعته مع هذه الحكومة غداة خسارتها لعدن، أي أسلوب تطييب الخاطر، ورمي عظْمة بالأرض على شكل تغريدات تويترية لغرض الإلهاء، والتنفيس من كمية الغضب الطافح بالصدور.
مرة أخرى.. السعودية تستفيد لا تفيد.!
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)
