ليس محض صدفة أن تعلن وزارة الداخلية التابعة لمليشيا الحوثي عن تمكنها من تنفيذ عملية تصفية لقتلة إبراهيم الحوثي ومرافقه، في عملية استخبارية دقيقة في محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين (التجمع اليمني للإصلاح)، فما جرى هو نتيجة طبيعية ومتوقعة للتنسيق الكبير بين جماعات الإسلام السياسي في اليمن (الحوثي، الإخوان)، وليس كما قال بيان داخلية الحوثي إن العملية جاءت نتيجة (عملية استخبارية) محكمة.
مأرب التي تعج بأعداد هائلة من جنود الإصلاح وقواهم الأمنية، ويقود أمنها عبدالملك المداني، وابن عبود الشريف (هواشم الإصلاح)، يتم فيها اعتقال كل صوت يناهض مشروع الإخوان، وتخوين كل من ينشر حول فسادهم، مأرب التي يصعب على المرء فيها أن يكتب منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي نظرا للقبضة الأمنية الإخوانية التي تدار بها المحافظة، وأيضاً تجنباً للهجوم القذر الذي يشنه (الذباب الإلكتروني) للإخوان ضد المعارضين، فيا ترى كيف تم اختراق هذه القبضة وتنفيذ هكذا عملية؟!
الحقيقة التي لا بد أن يعرفها الجميع أنه لولم يكن هناك تعاون ورصد من عناصر الأمن الإخوانية للهدف المطلوب حوثياً لما تمكن الحوثيون من الوصول إليه، والشواهد الدالة على تكامل الدور والتعاون الأمني بين جماعتي الإسلام السياسي (حوثة وإخوان) كثيرة، والتنسيق وصل لمراحل كبيرة من الإعلام والناشطين إلى تماهي المواقف السياسية والحقد الذي يجمعهم ضد (وجود دولة) وتطابقهم في خلق وتفريخ المليشيات، والاتجار بالدين، كل هذا التماهي والتطابق والتنسيق الظاهر للعلن اليوم لم ينقطع يوماً في السر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ما أقدمت عليه أجهزة أمن مأرب من اعتقال لعدد من المطلوبين للحوثي ليتفاجأ الجميع بظهور أولئك المعتقلين في إدارة أمن ذمار؟!
ما يهم الآن هو التنبه والحيطة التي لا بد أن يتحلى بها كل معارض للحوثي ويقيم في إحدى مناطق السيطرة الإخوانية، فهي لم تعد آمنة كما يتوقعون، في ظل تحول (الإصلاح) لعكفة تنفذ مطالب الحوثيين بتوجيه من الممول الذي يرسم هذا التقارب (دولة قطر) التي تحرك الإخوان ضد التحالف، وخصوصاً ضد (الإمارات)، وفي سبيل ذلك تبنى الإخوان موقفا خائنا للتحالف ومعاديا للإمارات، ومتقاربا مع الحوثي الذي يجمعهم نفس التوجه العنصري الإقصائي.
ختاماً.. ليس غريباً التعاون بين مأرب الإخوان وصنعاء الحوثة، فقد تجمعوا إعلاميا ضد الرئيس صالح ومن ثم ضد المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، وتكاملوا ميدانيا ضد المحافظات الجنوبية كما جرى في معسكر الجلاء وتفجيرات عدن والهجوم الإرهابي على معسكر الحزام الأمني في أبين، فمن تحرك لاعتقال ناشط سياسي وكاتب صحفي بتوجيه من رشيدة القيلي لن يعيبه تنفيذ توجيهات أبو علي الحاكم، (عيال عم وتساعدوا للأخذ بثارهم).