قال اليدومي إن الإصلاح لعب عقب 94 دوراً إيجابياً في إثراء الحياة السياسية... والحقيقة أن الإصلاح كان مجرد كرت لضرب الحياة السياسية، ولعب فعلاً دوراً ولكن كان دوراً سلبياً ابتداءً من معارضته أولاً دستور دولة الوحدة، وثانياً معارضته قبل ذلك الوحدة ذاتها (ممثلاً بقياداته اللاحقة).
كما لعب الإصلاح رأس حربة التكفير والتحشيد والتعبئة الدينية ضد شريك الوحدة وصولاً إلى حرب 94 والتي شارك فيها بكل فعالية.
قال اليدومي، إن الإصلاح شارك أيضاً في ما تسمى ثورة الشباب، والحقيقة الإصلاح لم يشارك فقط بل تحول إلى وصي عليها وغدر بالثورة والشباب واحتكرها لنفسه وقوض تلك الثورة ووجهها نحو خدمة أجندة التنظيم العالمي للإخوان، وانتهى تحكم الإخوان بتلك الثورة إلى سقوط صنعاء في أيادي الحوثيين.
أما بقية النقاط فالإصلاح يعمل ضدها ويمارس سلوكاً ممنهجاً منافياً لكل ما يدعيه عن الشرعية والشراكة الوطنية والقبول بالآخر.
الإصلاح لم يتقبل ليس فقط الداخل، وإنما أيضاً الخارج، الخارج الذي خرج أيضاً يتظاهر مؤيداً لتدخله.
الإصلاح يكيل المديح للمملكة السعودية (إصلاح اليدومي) وإصلاح قطر واسطنبول يشن ضدها حرباً ممنهجة.
الإصلاح في الحقيقة حزب ليس له مبدأ ثابت وموقف واحد من القضايا الوطنية، وبياناته لا تعكس الواقع على الأرض، وببساطة بياناته هو من يتنصل منها وأول من لا يحترمها هم أعضاؤه المشتتون بين أكثر من انتماء لا وطني (من خطاب جماعة الإخوان، مروراً بقطر، إلى اسطنبول وصولاً إلى السعودية) وبالتالي يصعب على أي قوة أخرى أن تثق بحزب بياناته وتصريحات رئيسه لا تعكس قناعاته وتوجهاته الحقيقية والتي يفضحها تعدد منصات وانتماءات أعضائه لقوى إقليمية يتغير مزاج أفرادها مع تغير صراعاتها البينية في المنطقة.
تبدو الإمارات اليوم خصم وعدو الإخوان الحقيقي، ولكن في الحقيقة خصم الإصلاح هو الجنوب ممثلاً بقواه الفاعلة على الأرض، وهو نفس العدو الذي شن عليه الإخوان حرباً طوال تاريخهم في اليمن ومنذ الاستقلال عن بريطانيا.
جر الإصلاح مؤخراً المجتمع إلى الانقسام شمالاً وجنوباً بشكل حاد وخطير للغاية ومقامراً بالوحدة والوطنية اليمنية وبالشرعية التي يتحدث عنها، وهو لا يضر بالإمارات بل بالمجتمع اليمني، من خلال جر المجتمع الشمالي برمته للاصطدام بالمجتمع الجنوبي وبدولة الإمارات، وتحت عناوين لم يثبت صحة أي منها، بل هي عناوين دعائية بالأساس، وهذا الأمر يعيدنا إلى النقاط الأولى في بيان الإصلاح والتي تحدث عنها رئيسه، وهي نقاط لا تعكس وطنيته بل تعكس سلوكه الممنهج في الاستعداء وعدم القبول بالآخر.
من حق الجنوب أن لا يتقبل الإصلاح، وهذا لا يعني أنه يرفض اليمن (تحت أي صيغة سياسية)، وهناك مشكلات وتاريخ يمتد إلى فترات وحقب سابقة لم يعالج أمرها لليوم في الجنوب، وكان أحد عواملها الإخوان وحزبهم الإصلاح، وهذا التاريخ يجعل من الجنوب رافضاً للإخوان، وبذات قدر رفض الإخوان لكل ما هو جنوبي، وعموماً والجنوب ليس منذ اليوم متشككاً في أدوارهم ونواياهم وأهدافهم، وإنما منذ زمن وكان محقاً قبل 94 واليوم أيضا محق.
وعوض أن يعالج الإخوان مشكلة حزبهم بشكل يخصهم، يزيدون الطين بلة عبر تعبئة وتحشيد الشمال ضد كل ما هو جنوبي.
لقد ارتكب الإصلاح أخطاء وطنية فادحة، ولا يزال، ولكن الأسوأ أن الإصلاح أسس كمؤامرة، وبالتالي هو الخطأ ذاته.
مرة أخرى: الإصلاح ليس اليمن، ومن يرفضه في الجنوب أو أو أية قوى داخلية أخرى سواءً السلفيين أو الناصريين أو غيرهم أو أنا شخصياً، فلأنه ليس اليمن، ورفضه ليس رفضاً لليمن الموحد والقوي، وإنما رفضاً لحزب أصولي ديني ميكافيلي يمارس تجارة الإرهاب الديني وتجارة الحروب والعنف ويخلطها بالسياسة لمصالحه فقط.