تؤكد كل التقارير والمعلومات الاستخبارية أن إيران هي التي استهدفت شركة أرامكو السعودية وألحقت ضرراً كبيراً فيها، وتتحدث التقارير بشكل أدق أن الاستهداف جاء من قاعدة إيرانية على الحدود العراقية، ولم يعر العالم لإعلان الحوثي وقوفه خلف الاستهداف أي أهمية، لأن العالم يدرك تماماً أن "الحوثيين" تبنوا هذا الاستهداف كما هو مرسوم لهم من الحرس الثوري الإيراني الذي يوزع الأدوار بين المليشيات التابعة له في العراق ولبنان واليمن، ليبعد شبهة التورط المباشر عنه.
لا شك أن الإنتاج النفطي في السعودية تأثر جراء هذا الاستهداف الذي يشكل أيضاً ضربة أمنية قوية لم تتمكن أجهزة الرصد والدفاع الجوي عن التصدي لهذا الهجوم، ولكن هل فعلاً الهجوم من العراق أم من المياه الإقليمية القطرية؟! لماذا يتم إغفال الدور القطري والتعاون بين ملالي إيران وشيوخ الدوحة والذي أثمر دمارا وإرهابا في اليمن، واستهداف إعلامي ومحاولات لبث الفرقة بين طرفي التحالف أيضاً، وأيضاً نتج عنه التقارب الحوثي الإصلاحي وتنسيقهم لعدد من الملفات الأمنية التخريبية والحملات المضللة سواءً ضد المحافظات الجنوبية أو قوات المقاومة الوطنية والدور الإماراتي في اليمن، فقطر مستعدة لتسخير أرضها ومياهها لكل ما من شأنه إلحاق الأذى بالسعودية والإمارات، وتلك هي نزعة جماعة الإخوان المسلمين التي تتبناها قطر.
وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (C.I.A) نشرت صوراً تشير لما يقارب 17 منطقة مستهدفة في معامل خريص وبقيق، وهذا يتنافى مع الإعلان الحوثي الذي أفاد بأن عشر مسيرات نفذت هذا الهجوم في حال وصول العشر الطائرات فعلاً، وهذا أمر مشكوك فيه، لأن المسافة تزيد عن 1200كم عن اليمن، وطائرات ذيل إيران في اليمن وبحسب إعلانهم عن عدد من الأصناف التي يمتلكونها لا يمكن لها أن تصل أكثر من 170 كم، ثم إن أحجامها الصغيرة لا تؤهلها لحمل كمية المتفجرات التي أحدثت كل ذلك الدمار، وهذا لا يعني أننا نقلل من الخطر الحوثي إطلاقاً والذي يحتم على السعودية أولاً والمجتمع الدولي اتخاذ قرار وأد الحوثية وإنهاء مشروعها التخريبي، وذلك بمساندة فعلية وقرار شجاع لا رجعة فيه يُمكِن الأبطال من أبناء الشعب اليمني ومقاومته الوطنية بمختلف مسمياتها من التقدم دون توقف لتخليص اليمن من هذه الجرثومة التي تأبى إلا ان تكون قفازاً في يد المجرم الإيراني ونعلاً في قدمه يمشي بها حيث يشاء.
ولم نجد في التاريخ تابعاً ذليلاً كهذه الجماعة المارقة التي لا تعي إطلاقاً مآلات ما يدفعها له الإيرانيون وانعكاساته على اليمن واليمنيين، فلو كانت هذه الجماعة تمتلك أدنى حس وفكر سياسي لرفضت أوامر وليها الإيراني بتبني هذا الهجوم، كي لا تعرض اليمن وشعبه لردات فعل عنيفة قد يتخذها العالم الذي لن يسمح بمس أمنه التمويني من الطاقة، فكأني بلسان قيادات هذه المليشيا تقول (تعالوا هنا، اقتلوا اليمني فدمه أرخص!!) و لم ينته الأمر عند هذا الحد فقط، بل ذهب الناعق العسكري باسم الحوثيين للتجني على اليمنيين المغتربين حين لمح مفترياً بأن هذا الهجوم جاء بعد معلومات استخبارية ورصد من قبل (الشرفاء) كما أسماهم، وكأنه يريد الأجهزة الأمنية في السعودية والشعب السعودي يضيقون على اليمني بتصويره عميلا وجاسوسا حوثيا، ولكنه أغفل تماماً أن لا حجمه ولا فرعنته وتنمره ستوصله ليكون خلف هكذا هجوم، فالتكنولوجيا والمعلومات التحليلية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الهجوم تقف وراءه طهران.