سمير الصنعاني
الحقيقة المُرة: الحوثي وتدمير اليمن خدمة لملالي قم!
الحقيقة لا بد أن تظهر في النهاية مهما كانت محاولات إخفائها من قبل من يخافون أن ينكشف وجههم الحقيقي للناس الذين مارسوا عليهم التضليل والتزييف والدجل.. وهذا ما بات عليه واقع المليشيات الحوثية التي أظهرت تبعيتها وعمالتها لإيران في الآونة الأخيرة بشكل لم يعد يخفى حتى على رجل الشارع العادي.
يعرف الجميع أن الحوثيين ومنذ تأسيس حركتهم المليشاوية كانوا على علاقة مباشرة بإيران وتبعية كاملة لها مذهبياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً وأخيراً عسكرياً، لكنهم حاولوا التستر وراء خطاب رفع شعار الوطنية في مواجهة القوى الخارجية لإخفاء تلك التبعية خلال الفترة الماضية، لكن الأحداث جاءت لتقدم كل يوم دليلا جديدا يؤكد المؤكد ويوضح الموضح وهو أن الحوثي ليس سوى مجرد ذراع أخرى من أذرع إيران في المنطقة مثله مثل الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان، مع الأخذ في الاعتبار أن المليشيات الحوثية هي الأقل حظوة لدى قادة وملالي إيران مقارنة بنظرائهم في العراق ولبنان فهم في الأخير في نظر الإيرانيين مجرد (شيعة شوارع).
الأحداث التي توالت منذ تصاعد الأزمة الأمريكية الإيرانية بسبب تشديد العقوبات على الأخيرة من قبل واشنطن وخصوصا فيما يتعلق بتصفير تصدير النفط الإيراني كشفت أكثر من ذي قبل أن مليشيات الحوثي ليسوا سوى مجرد (شقاة) بالتعبير اليمني لدى ملالي إيران، حيث استخدمتهم الأخيرة لإرسال رسائلها إلى دول المنطقة وإلى المجتمع الدولي عبر تصاعد وتيرة الهجمات التي استهدفت منشآت النفط السعودية باستخدام الطائرات المسيرة ومسارعة الحوثيين إلى تبني تلك العمليات.
وبغض النظر عن ما إذا كان الحوثيون هم فعلا من نفذوا الهجمات المتكررة ضد منشآت النفط السعودية أو كونهم مجرد متبنين لفعل نفذه الإيرانيون، فإن المهم في كلا الحالتين هو تأكيد تبعية المليشيات الحوثية لطهران ونهجها السياسي والعسكري والعقائدي والمذهبي.
فلنفرض أن المليشيات الحوثية هي من نفذت تلك الهجمات وحينها سيكون من المناسب التساؤل عن التوقيت الذي استخدمته في تنفيذ هذه الهجمات المتكررة ولماذا لم تحدث من قبل رغم مرور أربع سنوات ونيف على الحرب التي يقودها التحالف ضدهم، ولماذا نفذت هذه الهجمات بعد تشديد العقوبات الأمريكية ضد إيران وعدم قدرة طهران على تصدير نفطها؟ والإجابات على كل تلك التساؤلات تقود إلى حقيقة واحدة هي أن المليشيات الحوثية نفذت أوامر أسيادها في طهران، وأوصلت رسالة ملالي قم إلى دول المنطقة والعالم، كما وعد بذلك قائد حزب الله حسن نصر الله وقادة كثر من الحرس الثوري الإيراني.
وفي الجانب الآخر فإنه إذا ثبت وفقاً للمعلومات التي توردها التقارير الاستخباراتية الدولية ومنها الأمريكية التي تشير إلى أن الهجمات الأخيرة ضد منشآت النفط السعودية لم تتم من اليمن وإنما من مكان آخر، في إشارة إلى العراق ربما أو مياه الخليج العربي وإيران تحديدا، وأن المليشيات الحوثية لم يكن لها من دور سوى إعلان تبنيها العمليات على غرار ما تفعله التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وغيرهما التي تتسابق أحيانا لصناعة انتصارات وهمية خدمة لأجندات قوى أخرى، وفي هذه الحالة فإن الحوثيين يكونون قد حققوا لإيران ما أرادت بثمن بخس وبدون مقابل سوى أنهم أثبتوا تبعيتهم العمياء وعمالتهم المشينة لإيران ونظامها حتى ولو كان ذلك على حساب تقديم دماء وجثث اليمنيين الأبرياء قرابين في محراب الدفاع عن ولاية الفقيه ونظام الخميني وخامنئي وخدمة أهدافهم ضد محيطهم العربي.
والحقيقة التي لم يعد بمقدور الحوثيين إخفاءها مهما لبسوا من أقنعة أو استخدموا من مكياجات التخفي، هي أن الحوثي مجرد عميل لإيران، وأنه يؤدي دوره المرسوم له في خدمة أجندة المشروع الفارسي في المنطقة على حساب اليمن إنسانا وأرضا وحاضرا ومستقبلا.
ولعل الحقيقة الأمَر من عمالة الحوثي لإيران هي أن اليمنيين سيجدون في نهاية المطاف أن الحوثي استخدمهم ودمر حاضرهم ومستقبلهم ودولتهم من أجل طهران ومشروع نفوذها في المنطقة، وأن شعارات الوطنية والدفاع عن البلد لم تكن سوى مجرد أكاذيب استخدمها الحوثي لتمرير مشروعه في خدمة ملالي قم ونظام ولاية الفقيه.