لم تمر اليمن بأسوأ مما تمر به اليوم جراء هيمنة جماعات الإسلام السياسي على الحكم بقوة السلاح والبطش والإرهاب، ومجموعة من ذوي الانفصام أو متعاطي الحشيش المخدر، نظراً لما يصدر عنهم من مواقف وتصريحات وتنظيرات وهرطقات لا مثيل لها حتى في أكبر (غرزة حشيش).
أولاً: لا تتعجب من الإصرار الحوثي تجاه كل سلوك معوج، أو من زعمهم العداء لأمريكا، فهم يملكون مناعة عظيمة ضد (الفهم) والمنطق والشواهد كثيرة حول ذلك، فعلى سبيل المثال تقول الجماعة إنها انقلبت من أجل الحرية والاستقلال!!! وفي نفس الوقت تمتلئ السجون بالمعتقلين والمختطفين. وتمنع كل صوت ينتقد سلوكها الخاطئ ونهجها السلالي المقيت، ولكن لا عجب فهذه هي (حرية) الحوثي.
ثانياً: منذ خمس سنوات والشعب يستمع للهرطقات الحوثية تحت مسمى (استقلالية) القرار ورفض التبعية، ويبصق في وجه شاشة التلفاز أو سماعة الراديو متى ما سمع تلك الهرطقات، لأن الواقع أثبت إلى أي حد وصلت تبعية الحوثي وعمالته لإيران، وكيف يسعى عبدالملك الحوثي جاهداً لتقليد نصر الله في خطابه وحتى رفع سبابته، خلال خمس سنوات من نكبة الحوثي تحت ذريعة استقلال القرار اليمني وعدم التبعية للخارج، وصل الحال أن جرذاً من جرذان الحوزات الشيعية في طهران يصف (الحوثيين) بأنهم مجرد (شيعة شوارع) ولا نستغرب من هذا الوصف هو النتيجة الطبيعية للعملاء الرخيصين.
ثالثاً: عليك أن تمسك نفسك من الضحك أو البصق اللا إرادي في وجه مشرف ما أو سياسي خنفشاري أو لنقل في وجه (البخيتي)، عندما يقول إن نكبة (21) سبتمبر جاءت بالتنمية وحققت الكثير من المنجزات للشعب اليمني، لأنك عزيزي القارئ لن تجد سوى مشروعين تم إنشاؤهما للشعب وهما (افتتاح المقابر، وتوسعة السجون) مقابل ألف مشروع استثماري للجماعة من غسيل أموال وعقارات وشركات نفطية وغازية ومعارض ومولات ومطاعم، وهذا بحد ذاته منجز وتنمية يخص السلالة الهاشمية التابعة للحوثي فقط، أما الزنابيل من أمثال محمد البخيتي فقد تمت الموافقة بمنحه (هاتف) جديد كل ثلاثة أشهر كي يتصفح منه الإنترنت ويحدث صفحته على الفيسبوك، بالإضافة لكاميرا (كانون) عالية الدقة يتصور بها مع النطيحة والمتردية الذين ينفخهم البخيتي كقيادات عائدة، وهذا إنجاز كبير له، لكن للأسف يأمرونه بأن تكون الصور في السائلة عملاً بالمثل القائل (السائلة تتسع كل جيفه).
رابعاً: لا تندهش وأنت ترى العالم كله شبه مجمع على وقوف إيران خلف هجمات أرامكو، بينما الحوثيون يصرون على تبنيها عملاً بالمثل الشعبي القائل (العاشق الكذاب يفرح بالتهم) فهم جماعة للكذب عنوان، وللحقد منبع، يشبهون الإخوان حد التطابق، ويكرهون اليمن تاريخاً وشعباً ودولة وطنية حد العمى، بالقوة والإرهاب يفرضون معتقدهم وفكرهم الشاذ كما يفعل الإخوان وإن بطريقة مختلفة قد تكون ناعمة ولطيفة بعض الشيء لكنها استغلالية وترغيبية ترهيبية أيضاً.
خامساً: لك الحق عزيز القارئ أن تصب لعناتك ليوم الدين على الحوثي والإخوان، فكلاهما يعد نفسه ثورياً وصم آذان الشعب بالحديث عن (السيادة) وكلاهما فردتا حذاء في القدم القطري والإيراني، ولعل كلاً منهم يفهم السيادة وفق منظوره، فسيادة الحوثي هي (الولاية)، والسيادة لدى الإخوان هي (الخلافة)، ولا شأن لهما بالوطن والشعب.