استخلص جوستاف لوبون، أن الناس في حالة الفوضى لا يعرفون سوى عواطفهم ومشاعرهم البسيطة والمتطرفة، ويكونون غير قادرين على التفكير النقدي، ويمكن ببساطة تسييرهم خلف من يعبث بعواطفهم ومشاعرهم.
على سبيل المثال يمكن لمجموعة منظمة، كالإخوان، أن توجه الناس نحو أي أهداف تخطط لها عبر استدراج عواطف الوطنية والإنسانية (مثلاً) وكما حدث في موضوع سقطرى والإمارات.
الآن انتقلت المعركة إلى اتفاقية جدة، والمتوقع أن يتم رفضها إخوانجياً، وإن ليس علناً.
ولدى الإخوان قائمة طويلة من أسماء لامعة ونزقة وخفيفة، في نفس الوقت، وشعبيتها كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الأسماء تشكل ما يمكن تسميته طبقة سطحية من الأفكار والمواقف التي تتغير مع تغير المزاج الإخوانجي ذاته، وهي طبقة تقدم نفسها على أنها مستقلة تارة أو شعبية أو ثورية، وهي إن ظهرت برداء مختلف إلا أنها خاضعة للمزاج الإخوانجي، ويتم التحكم بها وبخطابها، بوعيها وبدون وعيها (غالباً بوعي حب الظهور ولعب أدوار التأثير فيجد تنظيم مثل الإخوان ضالته في هذه الطبقة فهم من خارج الأوعية السياسية والنخب المثقفة وبالتالي قليلو التجرية وغالباً قليلو الفطنة).
عموماً هذه الصراعات، ومع استمرارها، تقود إلى نتيجة واحدة وهي تأكيد وتكريس سيطرة وهيمنة عبد الملك وجماعته على المشهد، وبالتالي المستقبل.
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك