د. فاروق ثابت

د. فاروق ثابت

يحيى حسن: حَي يَقْتُل.. مَيِّت يَقْتُل!

Monday 09 December 2019 الساعة 10:05 am

أعلنوا عن مبلغ مالي مجزٍ لمن يأتي بخبر عن ذلك الشبح الذي قض مضجعهم أو حتى من يحدد لهم مكانه..

ومع ذلك لم يتراجع البطل يحيى حسن أو ينثنِ عن عملياته الخاطفة ضد الغزاة..

يروي المعمرون أن يحيى حسن كان يعادل جيشا.
لم يلق الأتراك في اليمن المقاومة المرجوة رغم القضاء على معظمهم في اليمن، لكن الغزاة لليمن تأكلهم عادةً جبالها وطبيعتها إن لم يأكلهم شعبها، لذا فقد سميت اليمن مقبرة الغزاة.

كان يحيى حسن رجلا ثريا له مزارع وأملاك عدة شمال مدينة تعز إلى جانب كونه فارسا لا يشق له غبار فهو طويل قامة وقناص بارع، ويتميز بالسرعة والتخفي بحيث لا يستطيع أحد اقتفاء اثره ما جعل الأتراك يعيشون في قلق بسبب عملياته الاستنزافية التي اوقعت بالكثير منهم..
وهو الأمر الذي دفع بهم إلى إعلان مكافأة مالية مجزية لمن يخبر عن مكان تواجده أو يأتي برأسه.

لكن تجاهل الكثير هذا الإعلان، وكيف لأحد أن يجرؤ على يحيى حسن الذي دوخ الجيش التركي قاطبة، وجعل كل واحد منهم يمشي وهو ظانا أنه قد يقتل في أية لحظة اما قنصا او هجوما مباغتا من الشبح التعزي يحيى حسن، وهو الرجل الذي كان بامكانه أن يلتهم كبشا بمفرده على وجبة غداء.

زادت عملياته وبالمقابل زاد غضب الجيش التركي وقيادته وكذا غضب القيادة المركزية في تركيا من هذا الشبح الذي قض مضجعهم وبدد سكينتهم في مدينة البسطاء والفلاحين.

وبعد تتبع استخبارات الجيش التركي للمعلومات عن حسن تمكنوا من الوصول إلى مقربين له فاشتروهم بالمال وعرفوهم بمكان يلجأ إليه أحيانا.

انتظروا له في المكان المشار اليه أياما، لكنه وصل إلى المكان من طريق آخر متفاديا الكمين المحقق، وبعد أن عرفوا أنه في ذات الكوخ الذي يستخدم كمحرس أعلى وديان يمتلكها حسن أطلقوا عليه وابلا من النيران وتمكن من جندلة العديد منهم لكنهم استطاعوا إسكات رصاصاته بعد أن أطلقوا نيرانا كثيفة على المكان المفترض تواجده فيه..

ومع ذلك لم يجرؤ أحد على الاقتراب من محرس حسن، حتى بدأت روائح الجثة تتصاعد بعد أيام من مقتله، عندها صعدت مجموعة من الجيش التركي وأخذت الجثة وأبلغت قائد الحامية بمقتل الشبح الذي أذاقهم المر..

عندها وجهت قيادة الحامية التركية بقطع رأس حسن وتعليقه على الباب الكبير بتعز لكي يكون عبرة لمن يقف ضدهم.. وفعل الجيش التركي ذلك.

وما إن وصل أحد القيادات ليرى رأس حسن بذاته معلقا وقف تحت الرأس مباشرة في الباب الكبير فهبت الرياح وانقطع جلد الراس أو الأذن المثبت في الحبل وسقط رأس حسن للأسفل بسرعة وهو منتفخ ليقع مباشرة على أعلى رأس القيادي التركي ويفجر رأسه للتو ويخر ميتا أمام ذهول ورعب الأتراك.

تجمع بعض الأفراد الأتراك على رأس يحيى حسن وقد أخذوا جثة صاحبهم وهم يقولون: " تُف يحيى حسن، حَي يَقْتُل، مَيِّت يَقْتُل".

قصة يحيى حسن ذكرتني بما حصل للحمادي، فالأبطال الذين لا يقدر عليهم الأوغاد يحاولون شراء ذمم مقربين لهم للإيقاع بهم، رغم أن الحمادي كان يقود جيشاً نظامياً ويواجه رجلاً لرجل، لكن الغدر دوماً حيلة الجبناء.