ماجد زايد

ماجد زايد

تابعنى على

المفكر العميق والمغرور.. صاحب الأجندة

Wednesday 25 December 2019 الساعة 06:02 pm

عصام القيسي يبالغ كثيرًا في التباهي والغرور، وفي الحقيقة هي عادته القديمة لاستظهار شخصية المفكر العميق والقرآني المتجدد وصاحب الأجندة، مع أنه واقعيًا ومنطقيًا ومعرفيًا لا يتجاوز دائرة السطحية، والهامشية، والتقليد، والتناص، وهذه بالضرورة مواصفات غرور الفكر القيسي بعد تلبسِه بجماعة القرآنيين وحكاية الخطاب القرآني المجدد.

أعرفه جيدًا وأعرف نرجسيته المبالغ فيها، أحيانًا يظن نفسه محور الكون، وأحيانًا أخرى يرى الشمس تشرق كل يوم لأجله، وهذا القرآن أنزله الله ليكون أحد ممتلكاته الشخصيه، وما دون كلامه مجرد هرطقة وضياع فلسفي، حتى نيتشة لم يرق لمستوى الفلسفة والتفلسف أمامه.!

- أيّ معاق هذا؟!
هذا النوع من الأشخاص ذوي العقد المجتمعية الماضوية لا يعترفون بغير هالاتهم وتقليداتهم، فجوة النقص فيهم تتوسع بالتدرج ومع الزمن تتحول الى رغبة عارمة للتعالي على الأخرين.

عقدة النقص المرتبطة بتخصصهم الهامشي في البداية يصبح مع تقدير الآخرين لهم في النهاية نوعًا استعراضيًا للنجاح والاستثناء الكوني في شخص الكائن نفسه، تتزايد غريزة الأنا في عقولهم كل يوم، ومعها يزداد التسطيح والتزييف والتلفيق على الجمهور وهنا تتشكل أسوأ مراحل الفكر والفلسفة بنظر هيجل.

لطالما أثار القيسي جدلية الفكر في واقعنا اليمني قديمًا، واقعًا صاغه شحرور أو مدرسة شحرور الفكرية.

- ماذا قدم القيسي دون ذلك؟
قدم كتابًا يتكون من مواضيع ومقالات متفرقة غير متماسكة ومعظم أطروحاتها مستنسخة في شتى التفاصيل، ومع تطبيل أنصاف المثقفين والصحفيين، آنذاك، تحول هذا المغرور لمفكر ومجدد ومهرطق ينافس مدرسة شحرور، ومثله علي البخيتي يفعل اليوم ذات الأمر، يأخذ المسائل الجدلية المرتبطة بالدين والقرآن ويعيد تقديمها لإثارة الجدل.

- هل يصبح البخيتي مفكرًا أيضًا، وهل تكون له مدرسة ينافس بها شحرور والآخرين؟!
في الأصل لن يصبح أكثر من مجرد مقلد، لص يجيد التلاعب والتناص والغرور بالمجمل، تمامًا كما يفعل القيسي.

- ما قيمة استنساخ الأفكار إذا كان ناقلها منفلوطيا يترجم وينسخ ثم ينسب لنفسه الأفكار ويعلن في النهاية عن مدرسته الخاصة..؟!!

وهنا أتذكر راسل آخر الفلاسفة العظماء بينما يقول: ليس فيلسوفًا أو مفكرًا من لا يخلق فكرًا جديدًا وفلسفة تخصه هو، هايبرماس أيضًا يقول في ذات الحديث: لا تأتي الأفكار والتفلسف من قراءة كتب الآخرين وتقليدها بدهاء المثقفين، الفلسفة تأتي من التأمل، من التجريب، من القراءة بالروح والعقل معًا.

ذات مرة تناقشت مع عصام القيسي حول بعض المسائل العالقة في رأسي، لم يتنازل على الالتفات نحوي، وحينما بدأ الجدال والتعري التفت وقال: ماذا تريد يا ابني؟!
لست ابنك ولست ابنًا لأحد المعتوهين.
استشرت بعدها محمد عزان عنه وعن غروره المتزايد خصوصًا بعد وصوله تركيا، تحيّر عزان مثلي ولم يعرف ما أصاب هذا الرجل.

ما زلت أحترم عزان وأعتبره مفكرًا ومجددًا وشخصًا راقيًا بالفعل، وفي ذات الوقت ما زلت أتتبع أفكار القيسي لأتأكد منها ومن مصادرها، ومعها تزداد كل يوم ثقتي وإدراكي بأنه وعاء مسطح وفارغ يدوي بضجيج لا أكثر، ضجيج تفرزه حالة التلصص وسرقة القدماء بطريقة التناص والتقليد.
لا شيء آخر.
وفي الأخير صدقوني..
ليس كل من يرتدي بدلة ويظهر في الشاشات واصفًا نفسه مفكرًا يصبح كذلك..
- ماذا ترك هؤلاء لمدرس اللغة العربية في فصول الصف السادس؟

لا شيء مع أنه أكثر إلمامًّا وفكرًا منهم، لكنه لا يرتدي كرفتة حمراء ولا يظهر في التلفاز للحديث مطولًا وعميقًا ولا يعرف امرأة تملك قناة فضائية تتبناه وتعيد إليه هيكلته.