د. فاروق ثابت

د. فاروق ثابت

شكراً "نيوزيمن"!

Sunday 29 December 2019 الساعة 02:34 pm

تفاجأت وأنا أقرأ عن دورات تدريبية صحفية في تهامة للتهاميين ينظمها "نيوزيمن"، وهي ليست بغريبة على هذا الموقع النشط على مدار الساعة، والذي لم يكتف بصناعة الخبر، بل وتوجه إلى تدريب صناع لإنتاجه أيضا على غير عادة الصحافة اليمنية.

عشرات المستفيدين من الشباب من الجنسين استلموا شهاداتهم في هذه الدورات..

كانت الفكرة رائعة وغاية في الأهمية أن يتم تدريب شباب وشابات كإعلاميين في تهامة على أساليب العمل الصحفي في صياغة الخبر والتحقيق واللقاء الصحفي بإشراف الأستاذ نبيل الصوفي.

واستهداف هذا العدد وفي تلك المنطقة جاء في وقت مهم وفي مكان غاية في الأهمية، في منطقة شهدت حرمانا كبيرا منذ قيام الثورة في كل المجالات، حتى على مستوى خدمات البنية التحتية البسيطة، ناهيك عن غياب وجود شخصيات كبيرة مؤثرة في صنع القرار من ذات المنطقة إلا ماندر، في الوقت الذي يعد بالأصابع عدد الإعلاميين في تهامة وإن وجد تجد اكثرهم مؤدلجا أو تابعا لجماعة ما أو مؤطرا بالمسؤولية الرسمية وبالتالي بعيدا عن هموم ومتطلبات ومعاناة أبناء تهامة البسطاء.

في الوقت الذي تجد قمة النهضة والتنمية الاقتصادية والبشرية في الضفة الأخرى من البحر الأحمر، تجد المناطق اليمنية محرومة من التعليم والتنمية والخدمات وأقل المتطلبات اللازمة، فيما دوّن التاريخ دولا وأحداثا ومآثر مرت بها تهامة، فضلا عن الأهمية الجغرافية والتنموية لهذه المناطق..

لكن للأسف، ظلت هذه المناطق منسية طوال الزمن الماضي وبعيدة عن الأضواء، وبقيت في عزلة حتى عن المعرفة المجتمعية بها.

وعلى المستوى الشخصي، لا أعرف عن أهل تهامة سوى البساطة والفقر، وأنهم أناس ذوو قلوب رقيقة يجيدون الشعر وتواقون للعمل بعرق جبينهم.

ولما كان الإعلام حجر الزاوية للتعريف بمشاكل وقضايا المجتمع وصنع المعرفة وبالتالي النهوض بالتنمية المجتمعية والاقتصادية في البلدان دوّن نيوزيمن، مؤخراً، سجلا لا يُستهان به في التعريف بمشاكل ومعاناة التهاميين وتعريفنا بهمومهم وتطلعاتهم وأرواحهم الدافئة العابقة بتوابل وروائح اليمن الأصيل.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل واتجه لتدريب أبناء تهامة صحافيا للولوج في قضاياهم والكتابة عنها، أكثر وتعريفنا والمجتمع بهمومهم وقضاياهم بصورة أوسع، وكما قيل "مكة أدرى بشعابها"..

وجود حيز كبير لتهامة والتهاميين في "نيوزيمن" من شأنه تحريك المياه الراكدة للارتقاء بهذا الجزء الجغرافي المهم والمنسي من اليمن طوال عقود بشريا واقتصاديا، وأول الغيث قطرة..

تهامة للتهاميين:
"لا يرتقي شعب إلى أوج العلا
ما لم يكن بانوه من أبنائه".

شكراً "نيوزيمن"..