مجزرة جديدة ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية ضد أبناء اليمن، لتضاف لقائمة طويلة من الجرائم التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً أو تتوقف عند سقف معين ما دام الطرف المعادي للحوثيين ومشروعهم يعاني التشرذم وعدم التوافق.
أكثر من 170 شهيداً وجريحاً، خطف الحوثي أرواحهم وسفك دماءهم بضغط زر عابثة، وفي المقابل بادله "الإخوان" بضغطة زر أيضاً لكن على الكيبورد وشاشات الهواتف ليبدأوا التغريد والنشر ضد قوات المقاومة في الساحل، وكالعادة اتهام الإمارات؟!! دون أن يتحدثوا عن خطأ عسكري فادح وتجميع للجنود بهذه الصورة في محافظة يرشقها الحوثي بالصواريخ بين فترة وأخرى، دون أدنى احتياطات أو حس أمني، ليذهب البعض بعد ذلك ليحمل دول التحالف تحت مبرر عدم تشغيل "منظومة الباتريوت"، وفي الوقت نفسه لم نسمع أحدهم يحمل المقدشي أو علي محسن وضباطه بل وحتى الرئيس نفسه مسؤولية ما جرى، كونهم من أصدروا أوامر التثبيط والتوقيف لكل جبهة فعالة ضد الحوثي، الأمر الذي مكن المليشيا من التنويع في أذاها ونشره من التحيتا وصولاً للضالع ومعسكر الميل.
لقد زرعت هذه المجزرة الوجع في قلب كل يمني حر، وأخبرتنا كم الدم رخيص لدى جماعات الإسلام السياسي "الحوثي، والإخوان"، فالأول قاتل مأجور ومحترف، والآخر قاتل أيضاً ولكنه يمتاز بتضليل الرأي العام وحرف الأنظار عن الحقيقة بما يخدم الحوثيين، وأيضاً بما يلبي مصالح الإخوان أو من يشغلهم لحسابه، ولا أبالغ إن قلت ما تقوله القاعدة الأمنية في أي جريمة "فتش عن المستفيد" وإذا فتشنا فلن نجد مستفيداً من ضرب هذا المعسكر وقتل جنوده ممن عارضوا اتفاق الرياض وصاحوا وناحوا ضده وهم "الحوثيون، والإخوان" ولأن منطق الإخوانج هو ميكافيلي بدرجة كبيرة أي أن الغاية تبرر الوسيلة، فلن يكترثوا بقتل أولئك الأبرياء، كما فعلوا في جمعة الكرامة وكل، وكل ذلك في سبيل تحقيق أمر ما، خططوا له مع الحوثيين وبأوامر خارجية معروفة، لإفشال الاتفاق، أو تسليم ما تبقى من مأرب للحوثيين، بطريقة أو بأخرى حتى وإن كان الجنود محسوبين على تيارهم.
رحم الله الأبطال ومن بالشفاء العاجل للجرحى، ولعن الله قاتلهم والمتآمر عليهم، ومن يتساهل في دمهم ودم من سبقوهم، بحجة رفض التصعيد ورغبة في السلام، والخوف من وعيد غريفيث، فالسلام لا يأتي أو يتحقق أو تكون خطواته الأولى عبر البالستي والأشلاء، السلام الحقيقي يكون عندما ينصاع له الطرف الباغي، وما دام هادي وحكومته في الفنادق نائمين، وعلي محسن وإخوانه المسلمين يفسدون وينهبون، فإن الحوثي سيمدد ويعربد ويقتل أكثر.