خلال الأسبوع الجاري، حرَّك الحوثي الحرب في نهم، هكذا قرَّر الهجوم عبثاً، بدأ بصاروخ، قبل أيام، ومن الأمس إلى اليوم يسوق العشرات من غلمانه في جبهات مأرب والجوف.
تماماً كما يفعل في التحيتا وحيس.. وفي الضالع هو يخسر مواقعه كل هجوم.
72 قتيلاً حوثياً في مغامرته الفاشلة في حدود صنعاء ومأرب والجوف..
والحرب لا تزال على أشدّها لليوم الخامس على التوالي.
فيه صلف وتعطش للموت والدم.. مصالحه جماعة وأفراداً هي، فقط، بالموت والحرب.
لن يتجاوز شعاب نهم، مهما حشد من قوة.. لم يعد الحوثي قادراً على انتصار في أي جبهة.
كل هجومه ينتهي بلا شيء، فقط بالموت لمقاتليه أضعاف ما يقتل هو.
هكذا يحدث في الساحل الغربي، وهكذا كسرته الضالع وسحقته شهراً بعد شهر، والآن يحدث ذات الأمر في نهم، يهاجم بصلف، لأن مشروعه ووجوده ومصالحه وعنفه ضد الناس يعتمد على إراقة الدم وإثارة القتال.
للمقاتل في مترسه العون، أينما كان..
وللسياسيين وشرعيتهم اللعنات، وهم يتركون الحوثي وحده يملك زمام المبادأة كل مرة.
خسر الحوثي العشرات من مقاتليه، لكن ليلة أمس تمكَّن من التفافات كثيرة ما وراء الجبهات وحقق تقدمات محدودة..
كعادتها شرعية الفساد وقيادات المحسوبية تتصرف كأنها دولة عظمى وهي في فنادق، يكفي عندها أنها تتابع الحرب من شاشات التلفزيون.
وقت الغنائم تشارك الجندي حتى في صرفته، ووقت الحرب تحترم التخصصات وهي تجلس بالغرف، هذا اختصاصها.
الجندي في نهم، مخذول من قيادته التي تتقاسم المغانم، وحوَّلت الجيش إلى نسخة أخرى من الفرقة الأولى مدرع.
إن لم تعالج قيادات الجبهة الاختلالات اليوم وتعزِّز مقاتليها سيستعيد الحوثي نهم بكاملها.
قد يؤكد انتصار الحوثي ما نقوله عن شرعية الفساد، لكن ليس هذا ما نتمناه، فلينتصر المقاتل ضد الحوثي، اللعنة على صلف عبدالملك وجماعته.. وسنستمر في نقدنا لشرعية أفسدت كل شيء حتى معاركها هي.
أيُّ انتصار للحوثي مهما كان صغيراً وفي أي مكان، سيعقد وضع الشمال ويزيد من توهاننا جميعاً..
لن تكون نهاية الحرب، فحربنا ضد الحوثي ليست خياراً، لن يترك اليمني سلاحه ضد الحوثي حتى يسقطه.. لكنها ستعقد مشهداً ملتبساً بالأساس.
لن يبدأ الشمال طريقه لاستعادة وطنيته ووحدته الاجتماعية ومحاربة الحوثي كنقيض لكل ذلك إلا حين يعترف أن الجمهورية اليمنية انتهت وواجبهم الآن وأولاً وبدون أي ضمانات حول المستقبل استعادة مناطقهم من التوحش الجاهل والطائفي اللعين الذي يكرسه الحوثي.
الشرعية أنهت الجمهورية اليمنية، أما الحوثي فهو الشر الذي نشأ بعد ذلك.
وأي قبول بأكذوبة الشرعية هو منح الحوثي مزيداً من الوقت لمزيد من العبث.