ما المانع من أن يتحد أبناء الشمال لاستعادة مناطقهم المسلوبة منهم عنوة وأمام أعينهم من قبل جماعة تجر خلفها بؤس السنين وحماقات التاريخ، وتفاخر بعمالتها وتبعيتها لمشروع فارس البعيدة كلياً عن اليمن ولا ترى في اليمن واليمنيين سوى أدوات قتل وموت في سبيل انتقامات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويريدون تحويلهم لوقود لمعركة قديمة وقعت بين أولاد العمومة من القرشيين في تلك الأزمنة الغابرة!!
لنخب الشمال شطحات لا تفسير لها، ولا تدري هل هي صادرة من أناس يعقلون ويفهمون واقعهم، أو من شخصيات غير طبيعة تبلدت بسبب هول الصدمة والتشرد الذي يعانونه، لذا لا تجد في أغلب مواقفهم ما يدل على نية استعادة محافظاتهم لتكون منطلقا لاستعادة الدولة ككل، فالواقع يفيد بأنهم لم يعودوا يمتلكوا مناطقهم ومحافظاتهم ولا يستطيعون العودة إليها، في ظل استمرار الحوثي كوصي وحاكم قاتل يعبث بهم ومناطقهم مستغلاً هرطقاتهم وعجزهم ولنقل أيضاً مستغلاً لتغنيهم الكاذب بوطن ودولة لم يعودوا يملكونهما أصلا ولم يعودا قائمين على أرض الواقع إلا كإقطاعيات يحكمها المشرفون!!
كثيراً ما أجد أن تلك النخب بعقلياتها وتفكيرها الذي توقف عند مرحلة ما ولم يتجاوزها، هم السبب الرئيس خلف العجز والوهن الذي يظهرون به ويظهر به أبناء الشمال أمام مشروع الحوثي اللعين، كون أغلب تلك النخب حتى لا نعمم، لا يرون في الوطن أكثر من ملك خاص يرفضون أن يتشاركوا فيه مع الآخرين، محولين إياه لأرض مناسبة لأحقادهم ومشاريعهم الخاصة حتى وإن كانت تخريبية وتتصف بالعمالة، ففي النهاية يهمهم رصيدهم البنكي أكثر من رصيدهم الوطني!
عندما يؤمن أبناء الشمال بأن تلك النخب الحزبية والقبلية فاشلة ولا تجسد سوى أن تبيع فيهم وتشتري، وتقامر بدمائهم وتتاجر بمأساتهم، حينها سيعرفون كم نزفت كرامتهم وهم متناحرون حزبياً و"مدعوسون" تحت طيش الحوثي وعنجهيته، وسيعرفون أن تلك النخب ثبطتهم كثيراً حتى أذلتهم وجعلتهم أضحوكة ومثالاً للخنوع الفعلي والشطحات الكلامية، ونتيجة لذلك سيهبون هبة رجل واحد لاقتلاع تلك النخب أولاً والتوجه لاستعادة قراهم ومدنهم ودفن الحوثي ومشروعه، وإنقاذ اليمن من جماعات الإسلام السياسي ونخب الفنادق والدقي.